للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ﴾ (١) فقرأ حمزة بكسر «إن» على أنّها شرطية، وجواب الشرط فيها «تذكّر» فإنّه يقرؤه بتشديد الكاف ورفع الرّاء فصحّ أن تكون الفاء وما في حيزها جوابا للشرط، ورفع الفعل لأنّه على إضمار مبتدأ أي " فهي تذكّر "، وعلى هذه القراءة فجملة الشرط والجزاء هل لها محل من الإعراب أم لا؟، فقال ابن عطية:" محلها الرفع صفة ل «امرأتين» " (٢)، والله أعلم، وافقه الأعمش، ومعنى ﴿أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى﴾ " أي: لأجل أنّ إحداهما إن ضلّت الشهادة بأنّ نسيتها ذكرتها الأخرى، والعلّة في الحقيقة التّذكير، ولكن لمّا كان الضّلال سببا له نزل منزلته، وكأنّه قيل: إرادة أن تذكر إحداهما الأخرى إن ضلّت، وفيه إشعار بنقصان عقلهنّ وقلة ضبطهن "/، قاله البيضاوي (٣).

فنافع وابن عامر وعاصم والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف ﴿أَنْ﴾ بالفتح على أنّها «أن» المصدرية النّاصبة، و «تذكّر» (٤) بتشديد الكاف ونصب الرّاء نسقا على ﴿أَنْ تَضِلَّ﴾ وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وكذا يعقوب بفتح «أن» «فتذكر» بتخفيف الكاف ونصب الرّاء أيضا من «ذكر» ك «ضرب»، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

وقرأ ﴿الشُّهَداءِ أَنْ﴾ (٥) نافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بتحقيق الهمزة الأولى وإبدال الثّانية ياء خالصة مفتوحة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتحقيقهما (٦).


= - خالصة مفتوحة، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتحقيقهما".
(١) البقرة: ٢٨٢، النشر ٢/ ٢٣٧.
(٢) المحرر الوجيز ١/ ٣٨٢.
(٣) تفسير البيضاوي ١/ ٥٧٩.
(٤) البقرة: ٢٨٢، النشر ٢/ ٢٣٧، المبهج ٢/ ١٣٤، مصطلح الإشارات: ١٧٦.
(٥) البقرة: ٢٨٢.
(٦) إيضاح الرموز: ٣١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>