للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللحن إلى أعلم النّاس بالعربية، والسبب في ذلك قلّة ضبطه " (١) انتهى، فتعقب: بأنّ هذا غير مرضي، إذ القرّاء معتنون بهذا الشأن، فكيف يقلّ ضبطهم؟، وهو أمر يدرك بالحس السمعي، والمانع من إدغام الرّاء في اللاّم هو تكرير الرّاء وقوتها، والأقوى لا يدغم في الأضعف، وهذا مذهب البصريين: الخليل وسيبويه (٢)، وأجاز ذلك الفرّاء والكسائي ويعقوب ورأس البصريين أبو عمرو، وليس قوله:" إنّ هذه الرواية غلط عليه "مسلّم، وكيف يقال أنّ الرّاوي ذلك عن أبي عمرو مخطئ، ومن جملة رواته اليزيدي إمام النّحو واللغة (٣).

وأدغم باء ﴿يُعَذِّبُ﴾ في ميم ﴿مَنْ﴾ (٤) قالون وابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم اليزيدي والأعمش إلاّ أنّه اختلف عن قالون وابن كثير وحمزة، وتقدّم ذكر ذلك مستوفى في فصل الإدغام الكبير (٥).

فصار قالون وابن كثير بخلف عنهما بالجزم في يغفر و ﴿يُعَذِّبُ﴾ وإظهار الرّاء وإدغام الباء بخلف عنهما، وورش بالجزم فيهما مع إظهارهما، وأبو عمرو بالجزم كذلك مع الإدغام فيهما إلاّ أنّه اختلف عن الدّوري في إدغام الرّاء، ووافقه اليزيدي (٦)، وصار ابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب بضمهما من غير إدغام فيهما، ووافقهم الحسن، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف بالجزم فيهما مع إظهار الرّاء وإدغام الباء، ووافقهم الأعمش (٧)، وعن ابن محيصن ضمهما مع إدغام الرّاء بخلف وإظهار الباء.


(١) الكشاف ١/ ٣٣٠، والنقل بتصرف.
(٢) الكتاب ٢/ ٤١٧.
(٣) الدر المصون ٣/ ٢١٤، والنقل بتصرف، البحر المحيط ٢/ ٧٥٣.
(٤) البقرة: ٢٨٤.
(٥) باب الإدغام الكبير ٢/ ٥١.
(٦) باب الإدغام الكبير ٢/ ٥١.
(٧) بلا خلاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>