للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في «وكتابه» (١) هنا وفي «التّحريم» فحمزة والكسائي وكذا خلف بالتوحيد هنا على أن المراد القرآن، ويجوز أن يراد به الجنس، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالجمع لإرادة كلّ كتاب، إذ لا فرق بين كتاب وكتاب، وقرأ أبو عمرو وحفص وكذا يعقوب موضع «التّحريم» بالجمع وافقهم اليزيدي والحسن، وقرأ الباقون بالتّوحيد، والمراد به الإنجيل.

واختلف في ﴿لا نُفَرِّقُ﴾ فيعقوب وحده بالياء من تحت، قال البيضاوي:" على أنّ الفعل ل «كلّ»، والباقون بنون، والمراد نفي الفرق بالتصديق والتكذيب " (٢).

وأبدل ﴿لا تُؤاخِذْنا﴾ (٣) ورش وكذا أبو جعفر، وأبدل ورش أيضا/من طريق الأصبهاني وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ﴿أَوْ أَخْطَأْنا﴾ ووافقهم اليزيدي، ووقف حمزة بالبدل كذلك، ووافقه الأعمش، ومعنى الآية: قال البيضاوي:" أي لا تؤاخذنا بما أدّى بنا إلى نسيان أو خطأ من تفريط وقلّة مبالاة، أو بأنفسهما إذ لا تمتنع المؤاخذة بهما عقلا فإنّ الذنوب كالسموم فكما أنّ تناولهما يؤدي إلى الهلاك وإن كان خطأ فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يفضي إلى العقاب، وإن لم يكن عزيمة، لكنّه - تعالى - وعد التّجاوز عنه رحمة وتفضّلا فيجوز أن يدعو الإنسان به استدامة واعتدادا بالنّعمة فيه، ويؤيّد ذلك مفهوم قوله : "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" (٤) انتهى.


(١) البقرة: ٢٨٥، التحريم: ١٢، النشر ٢/ ٢٣٨، المبهج ١/ ٥١٢، إيضاح الرموز: ٣١٤، مصطلح الإشارات: ١٨٧، الدر المصون ٣/ ٢١٧، والنقل بتصرف.
(٢) البقرة: ٢٨٥، المبهج ١/ ٥١٣، إيضاح الرموز: ٣١٤، مصطلح الإشارات: ١٧٧، تفسير البيضاوي ١/ ٥٨٥، والنقل بتصرف.
(٣) البقرة: ٢٨٦، تفسير البيضاوي ١/ ٥٨٦.
(٤) أخرجه الطبراني ٢/ ٩٧ (١٤٣٠)، وقال الهيثمي ٦/ ٢٥٠: فيه يزيد بن ربيعة الرحبي وهو ضعيف، وأخرجه أيضا: الطبراني في الشاميين ٢/ ١٥٢ (١٠٩٠)، والبيهقي في الكبرى: ٧/ ٣٥٦، والحاكم: ٢/ ١٩٨، والدارقطني ٤/ ١٧٠، ١٧١، وصححه الحاكم وأقره الذهبي، وصححه ابن حبان، وحسنه النووي في الروضة ٨/ ١٩٣، وصححه أحمد شاكر في تعليقه على كتاب أصول الأحكام ٥/ ١٤٩، وأشار له الألباني بالصحة في إرواء الغليل ١/ ١٢٣ (٨٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>