للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وافقه الحسن، وقرأ الباقون ﴿تُقاةً﴾ بوزن" رعاة "يقال:" اتقى يتّقي اتقاء وتقوى، وتقاه وتقية وتقى "، والعرب تأتي بالمصادر نائبة عن بعضها، والأصل: أن يتقوا، نحو: تقتدر اقتدار، ولكنهم أتوا بالمصدر على حذف الزوائد كقوله ﴿أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً،﴾ والأصل: إنبات (١).

وأماله حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش لأنّ ألفها منقلبة عن ياء لأنّ أصل ﴿تُقاةً﴾ «وقية» مصدر على «فعله» من الوقاية، ثمّ أبدلت «الواو» «ياء» مثل:

"تخمة "، وتحركت «الواو» (٢) وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، ولم يؤثّر حرف الاستعلاء في منع الإمالة لأنّ السبب غير ظاهر، ألا ترى أنّ سبب الإمالة الياء المقدرة بخلاف:

"غالب، وطالب، وقادم "فإنّ حرف الاستعلاء هنا مؤثر لكون سبب الإمالة ظاهرا وهو الكسرة، وعلى هذا يقال: كيف يؤثر مع السّبب الظّاهر ولم يؤثّر مع المقدر، وكان العكس أولى؟، والجواب: أنّ الكسرة سبب منفصل عن الحرف الممال ليس موجودا فيه بخلاف الألف المنقلبة عن ياء فإنّها نفسها مقتضية للإمالة، فلذلك لم يقاومها حرف الاستعلاء.

ولورش من طريق الأزرق الفتح في ﴿تُقاةً﴾ والصغرى، والباقون بالفتح.

ويوقف على ﴿سُوءٍ﴾ (٣) لحمزة وهشام/بخلف عنه بالنقل، وحكى بعض أئمة القرّاء والنّحويين الإدغام أيضا، ويجوز مع كلّ وجه منهما الإشارة بالرّوم والإشمام فتصير الأربعة، ووافقهما الأعمش بخلف عنه.

وعن ابن محيصن «ويحذّركم» (٤) بالإسكان في الموضعين من (المبهج)، وبالاختلاس من (المفردة)، والجمهور بالإشباع، وسبق في السّابقة.


(١) الدر المصون ٣/ ١١٢.
(٢) الصواب الياء.
(٣) آل عمران: ٣٠.
(٤) آل عمران: ٣٠، إيضاح الرموز: ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>