للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المراد بهنّ الزوجات فالمعنى: أنّ أزواجهنّ أحصنوهنّ فهنّ مفعولانّ، وعن الحسن الكسر في الأوّل/وغيره في جميع القرآن، وإن أريد به المزوجات لأنّ المراد أحصنّ أزواجهنّ أو فروجهنّ، وقرأ الباقون بالفتح أسندوا الإحصان إلى غيرهن، وهو إمّا الأزواج أو الأولياء فإنّ الزوج يحصن امرأته أي يعفّها، والولي يحصنها بالتزويج أيضا، والله يحصنها بذلك، وقيل: إنّ هذا المفتوح الصّاد بمنزلة المكسور هاء يعني أنّه اسم فاعل، وإنّما شذّ فتح عين اسم الفاعل في ثلاثة ألفاظ: أحصن فهو محصن (١)، وألفح فهو ملفح (٢)، وأسهب فهو مسهب (٣).

وسهل الهمزة الأولى بين الهمزة والياء من ﴿النِّساءِ إِلاّ﴾ (٤) موضعي هذه السّورة قالون والبزي، وفي المدّ وجهان، والمد أرجح من القصر، فوجه القصر اعتبارا بالعارض، وهو زوال قوة الهمزة بالتّغيير وسهولة لفظها، ووجه المدّ استصحابا لحال التّحقيق والفاء للعارض، وافقهما ابن محيصن من (المبهج)، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني، وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثّانية بين الهمزة والياء وهو أحد وجهي الأزرق عنه، والوجه الآخر عنه إبدالها ياء ساكنة من جنس سابقها فيزاد في مدّ حرف المدّ المبدل للسّاكنين، [وله وجه ثالث وهو ابدالها ياء خفيفة الكسر كما في (الشاطبية) ك (التيسير) وهي طريق أخرى للازرق] (٥)، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى وتحقيق الثّانية فيجري له في المدّ الوجهان ك «رفيقه»، وإن قلنا: الساقطة الثّانية فلا، وقرأ قنبل أيضا بتسهيل الثّانية بين بين، وبإبدالها ياء خالصة مع زيادة حرف المدّ، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي


(١) أحصن الرجل تزوج وعف فهو محصن وهي محصنة، المعجم الوسيط ١/ ١٨٠.
(٢) قال في حاشية الخضري على ابن عقيل ٢/ ٩٧: "ألفح بالفاء والحاء المهملة فهو ملفح أي فقير مفلس"، انظر الصحاح ٢/ ١٤٤، الوسيط ٢/ ٨٣١.
(٣) "أسهب إذا كثر كلامه"، المخصص ١/ ٣٩٨، الوسيط ١/ ٤٥٧، اللسان ١/ ٤٧٥.
(٤) النساء: ٢٤.
(٥) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>