للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿تَعْدُوا﴾ (١) فقالون وكذا أبو جعفر بإسكان العين سكونا محضا وتشديد الدّال وهو شيء لا يراه النّحويون لأنّه جمع بين ساكنين على غير حدّهما، وقرأ قالون أيضا باختلاس حركة العين فرارا من الجمع بين السّاكنين، وتنبيها على أنّ أصلها السّكون، ويعبّر عنه بالإخفاء وهو قريب من الإتيان بحركة ما، وإن كانت خفيفة إلاّ أنّ الفتحة ضعيفة في نفسها فلا ينبغي أن تخفى لتزداد ضعفا، ولذلك لم يجز القرّاء رومهما وقفا لضعفها، والاختلاس عن قالون طريق ابن سفيان والمهدوي وابن شريح وابن غلبون وغيرهم لم يذكروا غيره، والإسكان عنه أخذ به العراقيون له من طريقيه، وروى الوجهين جميعا عنه الدّاني وقال: "إن الإخفاء أقيس، والإسكان آثر" (٢)، وقرأ ورش بفتح العين وتشديد الدّال، وأصلها على هذا «تعتدوا»، ويدل على ذلك إجماعهم على ﴿اِعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ﴾ (٣) كونه من الاعتداء وهو: افتعال من العداوة، فأريد إدغام تاء الافتعال في الدّال فنقلت حركتها إلى العين وقلبت دالا وأدغمت، وقرأ الباقون بإسكان العين وتخفيف الدّال من:

«عدا» «يعدوا»، ك «غزى» «يغزوا»، والأصل «تعدووا» بواووين الأولى لام الكلمة والثّانية ضمير الفاعلين، فاستثقلت الضمّة على لام الكلمة فحذفت، فالتقى بحذفها ساكنان، فحذف الأوّل وهو الواو الأولى، وبقيت واو الفاعلين، فوزنه «تفعوا»، ولا خلاف في تخفيف موضع «الأعراف».

وقرأ «الأنبيآء» و «والنبين» (٤) بالهمز نافع.

وأدغم ﴿بَلْ طَبَعَ﴾ (٥) هشام وحمزة بخلف عنهما والكسائي، وافقهم ابن


(١) النساء: ١٥٤، النشر ٢/ ٢٥٤، المبهج ٢/ ٥٥٣، إيضاح الرموز: ٣٥٣، مصطلح الإشارات: ٢١١، الدر المصون ٤/ ١٤١، الكشف ١/ ٤٠١، البحر ٣/ ٣٨٨.
(٢) التيسير: ٩٨.
(٣) البقرة: ٦٥.
(٤) النساء: ١٥٥، النساء: ١٦٣، إيضاح الرموز: ٣٥٤.
(٥) النساء: ١٥٥، النشر ٢/ ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>