للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلفت عبارة هؤلاء في «المقيمين» فقيل: هم الملائكة، قال مكّي: "ويؤمنون بالملائكة الذين صفتهم إقامة الصّلاة، لقوله - تعالى - ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ﴾ " (١)، وقيل: هم الأنبياء، وقيل: المسلمون، ويكون على حذف مضاف أي:

وبدين المقيمين.

الخامس: أن يكون معطوفا على الكاف في ﴿قَبْلِكَ﴾، أي ومن قبل المقيمين، / وهم الأنبياء أيضا.

السّادس: أن يكون معطوفا على نفس الظرف، ويكون على حذف مضاف أي:

ومن قبل المقيمين، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.

وقد زعم قوم لا اعتبار بهم أنّها لحن، ونقلوا عن عائشة وأبان بن عثمان أنّها غلط من جهة غلط كاتب المصحف، قالوا وأيضا فهي في مصحف ابن مسعود بالواو فقط نقله الفراء (٢)، وهذا لا يصح عن عائشة ولا عن أبان، قال الزّمخشري: "ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنا في المصحف، وقد غبي (٣) على هذا القائل أنّ السّابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة والإنجيل كانوا أعلى همة في الغيرة على الإسلام وذبّ المطاعن من أن يقولوا ثلمة (٤) في كتاب الله ليسدّها من بعدهم، وخرقا يرفوه (٥) من لحق بهم" (٦)، وقد روي بالواو من قراءة جماعة منهم أبو عمرو بن العلاء في رواية يونس وهارون عنه وهي واضحة التوجيه (٧) انتهى.


(١) الأنبياء: ٢٠، المشكل ١/ ٢١٢.
(٢) معاني القرآن للفراء ١/ ١٠٦.
(٣) غبي الشيء عن فلان وعليه ومنه غبا وغباء وغباوة خفي عليه فلم يعرفه، وفلان الشيء وعنه جهله ولم يفطن إليه. المعجم الوسيط ٢/ ٦٤٤.
(٤) ثلم الجدار وغيره ثلما أحدث فيه شقا، المعجم الوسيط ١/ ٩٩.
(٥) رفا الثوب ونحوه أصلح ما بلي منه، ويقال رفأ بينهم أصلح، المعجم الوسيط ١/ ٣٥٨.
(٦) الكشاف ١/ ٦٢٣.
(٧) الدر المصون ٤/ ١٥٥، وانظر الخبر عن عائشة وأبان في الاتقان ٤/ ١٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>