للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿شَنَآنُ قَوْمٍ﴾ (١) في الموضعين من هذه السّورة فابن عامر وأبو بكر وكذا ابن وردان وابن جمّاز بخلف عنه بإسكان النّون، وافقهم الحسن، وقرأ الباقون بفتحها، وقد جوّزوا في كلّ منهما أن يكون مصدر «أشناه»، بالغ في بغضه ك «الغليان» و «النزوان» (٢)، في قول سيبويه (٣)، أو السّاكن مخفّف من/المفتوح لتوالي الحركات فعلى هذا يكونان بمعنى واحد، أو السّاكن صفة ك «غضبان» يعني: لا يجرمنكم بغيض قوم، و «بغيض» بمعنى «مبغض» اسم فاعل من «أبغض».

واختلف في ﴿أَنْ صَدُّوكُمْ﴾ (٤) فابن كثير وأبو عمرو بكسر الهمزة على أنّ «أن» شرطية، وافقهما ابن محيصن واليزيدي، واستشكلت هذه القراءة من حيث أنّ الشّرط يقتضي أنّ الأمر المشروط لم يقع، والغرض (٥) أنّ صدّهم عن البيت كان قد وقع، ونزول هذه الآية متأخر عنه بمدة، فإنّ الصّدّ وقع عام الحديبية وهي سنة ست، والآية نزلت سنة ثمان، وأيضا فإنّ مكة كانت عام الفتح في أيديهم فكيف يصدون عنها؟، وأجيب: بأنّا لا نسلّم أنّ الصّد كان قبل نزول الآية فإنّ نزولها عام الفتح ليس مجمعا عليه، وذكر اليزيدي (٦) أنّها نزلت قبل الصّد فصار الصّد أمرا منتظرا، وبأنّا لو سلّمنا أنّ الصّد كان متقدما على نزولها فيكون المعنى: إن وقع صدّ مثل ذلك الصد الذي وقع زمن الحديبية أو يستديموا ذلك الصّد الذي وقع منهم فلا يجرمنكم.


= - وأجرم بمعنى واحد، أي لا يحملنكم، معاني القرآن للفراء ١/ ٢٩٩، المخصص ١٤/ ٢٣١.
(١) المائدة: ٢، المبهج ٢/ ٥٥٥، النشر ٢/ ٢٥٤، مصطلح الإشارات: ٢١٣، إيضاح الرموز: ٣٥٦، الكشف ١/ ٤٠٤، الدر المصون ٤/ ١٩٠.
(٢) النزوان: السورة والحدة، والوثوب، المعجم الوسيط ٢/ ٩١٦.
(٣) الكتاب ٤/ ١٤.
(٤) في الأصل [صدوركم]، وهو خطأ، المائدة: ٢، النشر ٢/ ٢٥٥، المبهج ٢/ ٥٥٦، إيضاح الرموز: ٣٥٦، مصطلح الإشارات: ٢١٣، الدر المصون ٤/ ١٩٢، المشكل ١/ ٢١٩، الكشف ١/ ٤٠٥، البحر ٣/ ٤٢٢.
(٥) في غير الأصل، والدر المصون ٤/ ١٩٢ [والفرض].
(٦) في (د، ج): [الترمذي].

<<  <  ج: ص:  >  >>