للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإدغام لام «هل» في «التّاء»، سبق في الإدغام (١).

وعن الحسن «مثوبة» (٢) بسكون الثّاء وفتح الواو، وقال السمين:" جعلها ابن جني في الشذوذ (٣) كقوله: "فاكهة مقودة للأذى" بسكون القاف وفتح الواو، يعني أنّه كان من حقها أن تنقل حركة الواو إلى السّاكن قبلها، وتقلب الواو ألفا، فيقال:

«مثابة» و «مقادة»، كما يقال: "مقام: والأصل «مقوم» " (٤)، والجمهور بضم الثّاء وسكون الواو.

واختلف في «وعبد الطاغوت» (٥) فحمزة بضم الباء وفتح الدّال وخفض «الطاغوت» على أنّ «عبد» واحد يراد به الكثرة لقوله - تعالى - ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها﴾ (٦) وليس بجمع «عبد» لأنّه ليس في أبنية الجمع مثله، وقد جاء على «فعل» لأنّه بناء يراد به الكثرة والمبالغة في نحو: «ندس» (٧) كأنّه قد ذهب في عبادة الطاغوت كلّ مذهب، قاله الفارسي (٨)، ومن ثمّ قال الزّمخشري: "معناه الغلو فى العبودية ك «حذر» و «فطن»، للبليغ في الحذر والفطنة" (٩)، فتأويل «عبد» أنّه بلغ الغاية في طاعة الشيطان وجاز هذا البناء في «عبد» لأنّه في الأصل صفة، وإن كان قد استعمل استعمال الأسماء لا يزيل ذلك عنه حكم الوصف ك «الأبطح» و «الأبرق» استعملا استعمال الأسماء حتى جمعا جمعها في قول: "أبارق"، ك: «أجادل» جمع


(١) الإدغام ٢/ ٧٤.
(٢) المائدة: ٦٠، مفردة الحسن: ٢٦٧، مصطلح الإشارات: ٢١٩، إيضاح الرموز: ٣٦٣.
(٣) المحتسب ١/ ٢١٣.
(٤) الدر المصون ٤/ ٣٢٦.
(٥) المائدة: ٦٠، النشر ٢/ ٢٥٦، المبهج ٢/ ٥٦٠، مفردة الحسن: ٢٦٧، مصطلح الإشارات: ٢١٩، إيضاح الرموز: ٣٦٣، الدر المصون ٤/ ٣٢٨.
(٦) إبراهيم: ٣٤، النحل: ١٨.
(٧) الفطن دقيق النظر في الأمور، المعجم الوسيط ٢/ ٩١١.
(٨) الحجة للفارسي ٣/ ٢٣٧.
(٩) الكشاف ١/ ٦٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>