للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَالْكُفّارَ﴾ (١) فأبو عمرو والدّوري عن الكسائي بخفض الرّاء وكذا يعقوب/عطفا على المجرور السّابق ب «من»، ومعناه: النّهي عن اتّخاذ المستهزئين أولياء، يؤيد هذه القراءة قراءة أبي «ومن الكفار» بالإتيان ب: «من»، وأمالها أبو عمرو والدّوري، ووافقهما اليزيدي، وقرأ الباقون بغير إمالة وبالنّصب عطفا على الموصول الأوّل أي: الذين اتّخذوا، أي لا تتخذوا المستهزئين ولا الكفار أولياء، قال في (الدر): "ولوضوح قراءة الجر قال مكّي بن أبي طالب:" ولولا اتفاق الجماعة على النّصب لاخترت الخفض لقوّته في المعنى، ولقرب المعطوف من المعطوف عليه " (٢) انتهى، قال الجعبري بعد أن اختار الخفض لأدلة ذكرها: ولا عذر لمكّي في عدوله عنه لكثرة قراءة النصب انتهى، وهذا الاختيار المذكور في هذه القراءة وغيرها ممّا اختاره الجعبري وغيره إنّما هو من حيث التّوجيه؛ وإلاّ فالمتواتر لا ترجيح لبعضه على الآخر، ويلغز بهذه فيقال: لنا راء يفخمها ورش بلا خلاف، وبعض القرّاء يرققها بلا خلاف؟، لأنّ ورشا لمّا فتح الرّاء كمن وافقه لزمه التّفخيم كعدم الإمالة لفقد السّبب وهو الكسر، فافهم.

وعن المطّوّعي عن الأعمش «تنقمون» (٣) حيث أتى بفتح القاف، والجمهور بكسرها والقراءتان مفرّعتان على الماضي، وفيه لغتان: الفصحى وهي التي حكاها ثعلب في فصيحه، «نقم» بفتح القاف «ينقم» بكسرها، والأخرى «نقم» بكسر القاف «ينقم» بفتحها، وحكاها الكسائي.

واتّفقوا على الفتح في قوله - تعالى - ﴿وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ﴾ (٤).


(١) المائدة: ٥٧، النشر ٢/ ٢٥٦، المبهج ٢/ ٥٦٠، مصطلح الإشارات: ٢١٨، إيضاح الرموز: ٣٦٢، مفردة ابن محيصن: ٢٢٩، كنز المعاني ٣/ ١٤٦٦.
(٢) الدر المصون ٤/ ٣١٧، الكشف لمكي ١/ ٤١٤.
(٣) المائدة: ٥٩، المبهج ٢/ ٥٦٠، مصطلح الإشارات: ٢١٩، إيضاح الرموز: ٣٦٣، الدر المصون ٤/ ٣١٧، البحر المحيط ٣/ ٥١٦، المحرر الوجيز ٢/ ٢٤٤، الفصيح ١/ ٣٣٣.
(٤) البروج: ٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>