للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هادوا من آمن منهم … إلى آخره، والصابئون كذلك، ونحوه:" إنّ زيدا وعمرو قائم "، أي: إنّ زيدا قائم وعمرو قائم، فإن قلت: فالتّقديم والتّأخير لا يكون إلاّ لفائدة فما هي؟، فالجواب: فائدته التّنبيه على أنّ الصابئين تاب عليهم إن صحّ منهم الإيمان والعمل الصالح فما الظنّ بغيرهم؟، وذلك أنّ الصابئين أبين هؤلاء المعدودين ضلالا وأشدّهم عتيا، وما سمّوا صابئين إلاّ أنّهم صبؤوا عن الأديان كلّها أي: خرجوا، وقيل في توجيه الرفع غير ذلك، وقرأه بضم الباء وحذف الهمزة (١) نافع، وكذا أبو جعفر.

وقرأ «فلا خوف عليهم» (٢) بفتح الفاء وحذف التّنوين يعقوب، ووافقه/ الحسن، وعن ابن محيصن بالرّفع من غير التّنوين.

وأمال ﴿تَهْوى﴾ (٣) حمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتّقليل، الباقون بالفتح.

واختلف في «أن لا تكون» (٤) فأبو عمرو وحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف برفع النّون على «أنّ» مخففة من الثّقيلة، واسمها ضمير الشأن محذوف تقديره: أنّه، و «لا» نافية، و «تكون» تامة، و ﴿فِتْنَةٌ﴾ فاعلها، والجملة خبر «أنّ» (٥)، وهي مفسرة لضمير الأمر والشأن، وعلى هذا ف «حسب» هنا للتّيقين لا للشك، ومن مجيئها للتّيقين قول الشاعر (٦):


(١) أي: «والصابون».
(٢) المائدة: ٦٩، النشر ٢/ ٢١٢، إيضاح الرموز: ٣٦٤، سورة البقرة ٣/ ٨٦.
(٣) المائدة: ٧٠.
(٤) المائدة: ٧١، النشر ٢/ ٢٥٦، المبهج ٢/ ٥٦١، مفردة الحسن: ٢٦٧، مفردة ابن محيصن: ٢٢٩، مصطلح الإشارات: ٢٢٠، إيضاح الرموز: ٣٦٤، الدر المصون ٤/ ٣٦٥.
(٥) حيث سبق أن ذكر المصنف أنّ «أن» أصلها «أنّ» مخففة من الثقيلة.
(٦) البيت للبيد بن ربيعة العامري، وهو من قصيدة طويلة أولها:
كبيشة حلت بعد عهدك عاقلا … وكانت له خبلا على النأي خابلا
وهو من الطويل، وفي ديوانه «ولجود»، ورباحا: أي ربحا، وثاقلا: أي ميتا، والشاهد فيه: -

<<  <  ج: ص:  >  >>