للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتّقليل، وبه قرأ الدّوري عن أبي عمرو، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿عَقَّدْتُمُ﴾ (١) فابن ذكوان بالألف وتخفيف القاف على وزن «فاعلتم»، قال الفارسي (٢): يحتمل أن يكون بمعنى «فعل» ك: «طارقت النّعل»، و «عاقبت اللّص»، والإضمار يراد به «فاعلت» التي تقتضي فاعلين كأن المعنى:

عاقدتم عليه الأيمان، عدّاه ب «على» لمّا كان بمعنى عاهد أي: بما عاهد عليه الله، كما عدّى ﴿نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ﴾ (٣) ب ﴿إِلَى﴾ ثمّ اتّسع فحذف الجار ونقل الفعل إلى المفعول كما حذف الضّمير العائد من الصّلة إلى الموصول إذ صار ما قدّمتموه الأيمان كما حذف من قوله ﴿فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ﴾ (٤) قال العلامة شهاب الدين السمين:

"يريد أن يبين معنى المفاعلة فأتى بهذه النظائر للتّضمين ولحذف العائد على التدريج، والمعنى: بما عاقدتم عليه الأيمان وعاقدتكم الأيمان عليه، فنسب المعاقدة إلى الأيمان مجازا " (٥).

وقرأ أبو بكر وحمزة والكسائي، وكذا خلف ﴿عَقَّدْتُمُ﴾ بالقصر والتّخفيف على الأصل على أنّ العاقد واحد، وتجب المؤاخذة بيمين واحدة، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالقصر والتّشديد على التّكثير لأنّ المخاطب به جماعة أو أنّه يدل على توكيد اليمين نحو: والله الذي لا إله إلاّ هو، أو على تأكيد العزم بالالتزام، وبهذه المعاني سلمت القراءة من المعارض (٦).


(١) المائدة: ٨٩، النشر ٢/ ٢٥٦، المبهج ٢/ ٥٦١، مصطلح الإشارات: ٢٢٠، إيضاح الرموز: ٣٦٥، مفردة الحسن: ٢٧٠.
(٢) الحجة ٣/ ٢٥٢.
(٣) المائدة: ٥٨.
(٤) الحجر: ٩٤.
(٥) الدر المصون ٤/ ٤٠٤.
(٦) البحر المحيط ٤/ ٩، الدر المصون ٤/ ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>