للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق الأزرق فأبدلها بعضهم ألفا خالصة مع المدّ المشبع لالتقاء السّاكنين وبعضهم يسهّلها بين بين فصار لورش وجهان: التّسهيل كقالون، والبدل، وما قيل من حدّ إشباع مدّ المسهلة له لتنزيلها منزلة السّاكن في امتناع الابتداء بها وبعدها ساكن خطأ لأنّها ليست فيه بحرف مدّ ولا حرف لين ولا مدّ في غيرها، والصّحيح أنّها متحركة وتمدّ إذا أبدلت للحجز كما ذكر، قال العلامة شهاب الدين السّمين: "والنّحاة يستضعفون إبدال هذه الهمزة ألفا بل المشهور عندهم تسهيلها بين بين، وهي الرّواية المشهورة عن نافع لكنّه قد نقل الإبدال المحض قطرب وغيره من النّحويين، ونقل أبو عبيد القاسم من سلام عن أبي جعفر ونافع وغيرهما من أهل المدينة أنّهم يسقطون الهمزة ويدّعون أنّ الألف خلف منها" (١)، قال في (الدر): "وهذه العبارة تشعر بأنّ هذه الألف ليست بدلا عن الهمزة بل جيء بها عوضا عن الهمزة الساقطة" (٢) انتهى، فاندفع قول من قال: "أنّه غلط عليه" أي على نافع لأنّه يؤدى إلى الجمع بين السّاكنين لأنّ الياء بعدها ساكنة، وقد قال مكّي: "وأبدل ورش الهمزة ألفا لأنّ الرواية عنه أنّه يمدّ الثّانية، والمد لا يتمكن إلاّ مع البدل، وحسّن جواز البدل في الهمزة وبعدها ساكن أنّ الأوّل حرف مدّ ولين فالمدّ الذي يحدث مع السّكون مقام حركة يتوصل بها إلى النّطق بالساكن" (٣)، وقرأ/الكسائي بحذف الهمزة الثّانية في ذلك كلّه وهي فاشية نثرا ونظما، ومنه قوله (٤):


(١) الدر المصون ٤/ ٦١٥.
(٢) الدر المصون ٤/ ٦١٦.
(٣) الكشف عن وجوه القراءات، لمكي ١/ ٤٢٠، والنقل بتصرف يسير، وانظر الدر المصون ٤/ ٦١٦، والنشر ١/ ٤٥١.
(٤) البيت من بحر الرجز، وهو لرؤبة بن الحجاج وقيل: لشاعر من هذيل، اللغة: "الأملود" الناعم، "مرجلا" ترجيل الشعر إرساله بالمشط، "البرود" جمع برد نوع من الثياب، المعنى: أخبرني إن جاءت هذه المرأة بشاب حسن القوام كالغصن الناعم مرجل الشعر ليتزوجها، ولكنه فقير معدم، أأنت راض عن ذلك، آمر بإحضار الشهود لعقد نكاحها، والاستفهام إنكاري للتهكم، وهو في ملحق ديوان رؤبة: ١٧٣، شرح التصريح ١/ ٤٢، المقاصد النحوية ١/ ١١٨، خزانة -

<<  <  ج: ص:  >  >>