للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«ضحوة» " (١)، وقال المهدوي: "حكى سيبويه والخليل أنّ بعضهم ينكّر فيقول:

«غدوة» بالتنوين، وبذلك قرأ ابن عامر، كأنّه جعله نكرة فأدخل عليها الألف واللام" (٢)، وقال أبو علي الفارسي: "وجه دخول الألف واللام عليها أنّه يجوز وإن كانت معرفة أن تنكّر كما حكى أبو زيد:" لقيته فينة "غير مصروف، و «الفينة بعد الفينة» أي: الحين بعد الحين، فألحق لام التّعريف ما استعمل معرفة، ووجه ذلك أنّه يقدّر فيه التّنكير والشيوع كما يقدّر فيه ذلك إذا ثنّى وقال النّحّاس: "قرأ ابن عامر «بالغداة» وقال: وباب غدوة، أن يكون معرفة إلاّ أنّه يجوز تنكيرها كما تنكّر الأسماء الأعلام، فإذا نكّرت دخلتها الألف واللام للتّعريف" (٣)، وقال مكّي بن أبي طالب: إنّما دخلت الألف واللام على «غداة» لأنّها نكرة، وأكثر العرب يجعل «غدوة» معرفة فلا ينونها، وكلهم يجعل «غداة» نكره فينونها، ومنهم من يجعل «غدوة» نكرة وهم الأقل، فثبت بهذه النّقول التي ذكرتها عن هؤلاء الأئمة أنّ قراءة ابن عامر سالمة من طعن أبي عبيد، وكأنّه لم يحفظها لغة، انتهى (٤)، وقرأ الباقون بفتح الغين والدّال وبالألف لأنّ «غداة» اسم لذلك الوقت ثمّ دخلت عليها لام التّعريف.

وعن الحسن «فتّنّا» (٥) بتشديد التّاء والجمهور بتخفيف التّاء.

واختلف في ﴿أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ﴾ … ﴿فَأَنَّهُ غَفُورٌ﴾ (٦) فنافع وكذا أبو جعفر بفتح الهمزة/في الأولى والكسر في الثّانية، وقرأ ابن عامر وعاصم وكذا يعقوب بفتح الهمزة فيهما، وافقهم الحسن والشنبوذي عن الأعمش.


(١) الكتاب ٣/ ٢٩٤.
(٢) شرح الهداية: ٤٦٨، والنقل بتصرف، كما في الدر المصون ٦/ ٢٢٩.
(٣) إعراب القرآن ١/ ٥٤٨.
(٤) النقل من الدر المصون كاملا ٦/ ٢٣٠، وانظر: الكشف لمكي ١/ ٤٣٢، والحجة ٥/ ١٤٠.
(٥) الأنعام: ٥٣، مفردة الحسن: ٢٧٥، مصطلح الإشارات: ٢٢٨، إيضاح الرموز: ٣٧٤.
(٦) الأنعام: ٥٤، النشر ٢/ ٢٥٩، المبهج ٢/ ١٣٨، مفردة الحسن: ٢٧٤، مصطلح الإشارات: ٢٢٨، إيضاح الرموز: ٣٧٤، الدر المصون ٦/ ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>