للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما بعده أفعالا ماضية نحو ﴿جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ﴾ و ﴿وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ﴾ (١)، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالألف وكسر العين ورفع اللاّم وخفض ﴿اللَّيْلَ﴾ ف «جاعل» يحتمل أن يكون بمعنى المضي، وهو الظّاهر، ويؤيده القراءة السّابقة، والماضي عند البصريين لا يعمل إلاّ مع «أل» خلافا لبعضهم في منع إعمال المعرّف بها، والكسائي في إعماله مطلقا.

وعن ابن محيصن «والشمس والقمر» (٢) بالرّفع فيهما على الخبر، والجمهور بالنّصب إمّا مفعولان أوّلان و ﴿حُسْباناً﴾ ثان، وإمّا صاحبا حال، والمفعول الثّاني هو الأوّل، والحال لا بدّ أن تكون صادقة على ذي الحال، فيكون الخبر حينئذ محذوف تقديره مجعولان حسبانا أو مخلوقان حسبانا.

واختلف في ﴿فَمُسْتَقَرٌّ﴾ (٣) فابن كثير وأبو عمرو وكذا روح بكسر القاف اسم فاعل والمراد به الأشخاص، وهو مبتدأ محذوف الخبر أي: فمنكم شخص مستقر:

إمّا في الأصلاب أو في البطون أو القبور، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ الباقون بفتحها على أن يكون مكانا وأن يكون مصدرا أي: فلكم مكان تستقرون فيه وهو الصّلب أو الرّحم أو الأرض أو لكم استقرار (٤).

وعن الحسن ضم تاء «فمستقر» (٥)، وفتحها الجمهور.

واتّفقوا على فتح دال ﴿وَمُسْتَوْدَعٌ﴾ (٦) لأنّ المعنى أنّ الله استودعه فهو مفعول.


(١) الأنعام: ٩٧، ٩٨.
(٢) الأنعام: ٩٦، المبهج ٢/ ٢٥٢، مصطلح الإشارات: ٢٣٤، إيضاح الرموز: ٣٨٠، الدر المصون ٥/ ٦٣ وفيه: "على الابتداء"، وهو الصواب، البحر المحيط ٤/ ١٨٦.
(٣) الأنعام: ٩٨، النشر ٢/ ٢٦١، المبهج ٢/ ٥٧٩، مفردة الحسن: ٢٧٨، مصطلح الإشارات: ٢٣٤، إيضاح الرموز: ٣٨٠، الدر المصون ٥/ ٦٦.
(٤) الدر المصون ٥/ ٦٦.
(٥) قال في مفردة الحسن: ٢٧٨: "برفع التاء وكسر القاف".
(٦) الأنعام: ٩٨، النشر ٢/ ٢٦١، الدر المصون ٥/ ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>