للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينشد بالوجهين أي: بنصب «البخل» وجرّه، فمن نصبه كانت زائدة أي: أبى جوده البخل، ومن خفض كانت غير زائدة وأضاف لا إلى البخل.

الثّالث: أنّ الفتح على تقدير لام العلة، والتقدير: إنّما الآيات التي يقترحونها عند الله لأنّها إذا جاءت لا يؤمنون، ﴿وَما يُشْعِرُكُمْ﴾ اعتراض بين العلّة والمعلول، وصار المعنى إنّما الآيات عند الله أي المقترحة لا يأتي بها لانتفاء إيمانهم وإصرارهم على كفرهم، على حدّ قوله: ﴿وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ﴾ أي المقترحة إلاّ أن كذّب بها الأوّلون أي كذّب من قبلهم لما جاءتهم (١).

وأمال ﴿وَلِتَصْغى﴾ (٢) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتّقليل، والباقون بالفتح.

واختلف في ﴿لا يُؤْمِنُونَ﴾ (٣) فابن عامر وحمزة بالخطاب مناسبة لقوله ﴿وَما يُشْعِرُكُمْ﴾ على أنّ الخطابين للمشركين، ووافقهما الأعمش، وقرأ الباقون بالغيب على توجيه الكاف إلى المؤمنين والياء إلى المشركين، أو على الالتفات، فيختلف، قاله الجعبري.

وأمّا ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللهِ وَآياتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ فيأتي في «الجاثية» (٤) حكمه إن شاء الله - تعالى - بعونه.

وعن المطّوّعي عن الأعمش «وتقلّب» (٥) بالتّأنيث مبنيّا للمفعول، و «أفئدتهم» و «أبصارهم» بالرّفع على قيامه مقام الفاعل (٦).


(١) الدر المصون ٥/ ١٠٥.
(٢) الأنعام: ١١٣.
(٣) الأنعام: ١٠٩، النشر ٢/ ٢٦٢، المبهج ٢/ ٢٥٧، المصطلح: ٢٣٦، الكنز ٣/ ١٥٣٨.
(٤) الجاثية: ٦.
(٥) الأنعام: ١١٠، المبهج ٢/ ٢٥٧، مصطلح الإشارات: ٢٣٦، إيضاح الرموز: ٣٨٢.
(٦) الدر المصون ٥/ ١١١، البحر المحيط ٤/ ٢٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>