للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا/ ﴿آمَنْتُمْ بِهِ﴾ هنا وفي «طه» و «الشعراء» ﴿آمَنْتُمْ لَهُ﴾ (١) فالقرّاء فيها على أربع مراتب:

الأولى: قراءة قالون وورش من طريق الأزرق والبزي وأبي عمرو وابن ذكوان وهشام من طريق الحلواني، والدّاجوني من طريق زيد، كذا أبو جعفر بهمزة مخفّفة وأخرى مسهّلة وألف على الاستفهام الإنكاري في السّور الثّلاث، وافقهم اليزيدي.

وفيها لورش أوجهه الثّلاثة، ولقالون التّخيير في صلة الميم، وهي للبزي وجها واحدا، ولم يبدل الثّانية ألفا عن الأزرق عن ورش أحدكما في ﴿آلِهَتِنا﴾، وأمّا قول الجعبري: "وورش على بدله بهمزة مخففة وألف بدل عن الثّانية وألف أخرى عن الثّالثة ثمّ تحذف إحداهما للسّاكنين، تبعا لما حكاه الدّاني في (الإيجاز) "، فتعقبه في (النّشر) بأنّه "وجه قال به بعض من أبدلها في نحو ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ [و] (٢) ليس بسديد لما تقدّم في ﴿أَآلِهَتُنا﴾ … ، قال: ولعلّ ذلك وهم من بعضهم حيث رأى بعض الرّواة عن ورش يقرؤها بالخبر فظنّ أنّ ذلك على وجه البدل، ثمّ حذفت إحدى الألفين، وليس كذلك؛ بل هي رواية الأصبهاني عن أصحابه عن ورش، ورواية أحمد بن صالح ويونس بن عبد الأعلى وأبي الأزهر كلّهم عن ورش كلّهم يقرؤنها بهمزة واحدة كحفص فمن كان من هؤلاء يرى المدّ لما بعد الهمز يمدّ ذلك فيكون مثل ﴿آمَنُوا﴾ لا أنّه بالاستفهام وأبدل وحذف" (٣) انتهى، فقد ظهر أنّ من يقرأ عن ورش بهمزة واحدة إنّما يقرأ بالخبر، وإذا كان القارئ يصرح بأن القراءة التي يقرأها بالخبر، فلا يحمل بعد ذلك على غيره، وقد بان بهذا أنّ قوله: قلت: "ليس على إطلاقه" فيه نظر، بل هو على إطلاقه.


(١) الأعراف: ١٢٣، طه: ٧١، الشعراء: ٤٩، النشر ٢/ ٢٧٢، كنز المعاني ٢/ ٢٠٤، المبهج ٢/ ٥٩٧، مصطلح الإشارات: ٢٥٠، إيضاح الرموز: ٣٩٩، الدر المصون ٥/ ٤٢٠.
(٢) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.
(٣) في غير (س) [إلاّ … ] وما أثبته موافق لما في النشر ١/ ٤١٧، ٤١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>