للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتوحة، وبذلك قرأ قنبل من طريق ابن مجاهد وابن محيصن من الوجه الآخر من (المفردة)، والإظهار والإدغام في هذا النّوع لغتان مشهورتان في كلّ ما آخره ياءان من الماضي أولاهما مكسورة نحو: «عيي» و «حيي»، فمن أظهر فعلى الأصل، ولأنّ الإدغام يؤدي إلى تضعيف حرف العلّة وهو ثقيل في ذاته، ولأنّ الياء الأولى يتعيّن فيها الإظهار في بعض الصّور، وذلك في مضارع هذا الفعل لانقلاب الثّانية ألفا في «يحيى» و «يعيى» فحمل الماضي عليه طردا للباب، ولأنّ الحركة في الثّاني عارضة لزوالها في «حييت» وبابه، ولأنّ الحركتين مختلفتان، واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين قالوا: ولذلك، قالوا: "لححت عينه" (١)، "مششت الدابة" (٢)، وإذا لم يدغم مع لزوم الحركة فهو مع عروضها أولى، ومن أدغم فلاستثقال ظهور الكسرة في حرف يجانسه، ولأنّ حركة [التّأنيث] (٣) لازمة لأنّها حركة بناء، ولا يضرّ زوالها في نحو: "مششت الدّابة" كما لا يضرّ ذلك في ما يجب إدغامه من الصّحيح نحو:

"ظللت"، وهذا كلّه فيما كانت [حركته] (٤) حركة بناء، ولذلك قيّد به الماضي، أمّا إذا كانت حركة إعراب فالإظهار فقط نحو: "لن يحيي" و"لن يعيي" (٥).

وأمال ﴿أَراكَهُمْ﴾ (٦) أبو عمرو وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم اليزيدي والأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالتّقليل والفتح، وبه قرأ الباقون، ولم يقرأ ورش ممّا فيه راء بوجهين إلاّ ﴿أَراكَهُمْ﴾ فقط فالفتح له فيها قطع به صاحب (العنوان)، والإمالة قطع بها في (التّيسير)، وأطلق الوجهين معا الشّاطبي في (الحرز)، وهما صحيحان عن الأزرق، والله أعلم.


(١) أي أصاب عينه التصاق، الكنز اللغوي ١/ ١٨٤.
(٢) أي أصاب الإبل بياض في عيونها، القاموس المحيط ١/ ٧٨١.
(٣) ما بين المعقوفين في الدر ٧/ ٣٩٩: [الثانية]، وهو الصحيح.
(٤) زيادة يقتضيها السياق.
(٥) الدر ٥/ ٦١٤.
(٦) الأنفال: ٤٣، النشر ٢/ ٢٧٧، الشاطبية بيت (٣١٤)، العنوان: ١٢١ التيسير ١٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>