للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿يُضاهِؤُنَ﴾ (١) بهاء مكسورة بعدها همزة مضمومة وبعدها واو عاصم، وقرأ الباقون بضم الهاء وواو بعدها، وقيل: هما بمعنى واحد وهو المشابهة، وفيه لغتان: «ضاهأت، وضاهيت» بالهمز والياء، والهمز لغة ثقيف، وقيل: الياء فرع عن الهمز كما قالوا: «قرأت، وقريت»، و «توضّأت، وتوضّيت»، وافقه ابن محيصن.

وأمال ﴿أَنّى يُؤْفَكُونَ﴾ (٢) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين، والدّوري عن أبي عمرو بين بين أيضا، والباقون بالفتح.

وكذلك حكم ﴿وَيَأْبَى اللهُ﴾ (٣) إذا وقف عليه إلاّ أنّ الدّوري فتحه.

وأمال ﴿الْأَحْبارِ﴾ (٤) أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصّوري، والدّوري عن الكسائي، وافقهم اليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأزرق بين اللّفظين، والباقون بالفتح وهو الوجه الثّاني عن ابن ذكوان، وبه قرأ ورش من طريق الأصبهاني.

وعن الحسن «تحمى» (٥) بالتّأنيث، أي: النّار، والجمهور بالياء، يقال: حميت الحديدة وأحميتها، أي: أوقدت عليها لتحمى، والفاعل محذوف وهو النّار تقديره:

"يوم تحمى النّار عليها "، قال البيضاوي:" فجعل الإحماء للنّار مبالغة، ثمّ حذفت النّار، وأسند الفعل إلى الجار والمجرور تنبيها على المقصود، فانتقل من صيغة التّأنيث إلى صيغة التذكير " (٦) انتهى، وقيل: المعنى تحمى الوقود.


(١) التوبة: ٣٠، النشر ٢/ ٢٨٠، المبهج ٢/ ٦١٤، إيضاح الرموز: ٤٢٣، مصطلح الإشارات: ٢٧٠، الدر المصون ٦/ ٣٩، وابن محيصن قرا بهاء مكسورة وليس كالباقين.
(٢) التوبة: ٣٠.
(٣) التوبة: ٣٢.
(٤) التوبة: ٣٤.
(٥) التوبة: ٣٥، مفردة الحسن: ٣٠٧، إيضاح الرموز: ٤٢٣، مصطلح الإشارات: ٢٧٠، الدر المصون ٦/ ٤٣٣.
(٦) البيضاوي ٣/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>