للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَلا أَدْراكُمْ بِهِ﴾ و ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ﴾ (١) عبارة الحكري "جعل اللاّم هنا كاللام الواقعة [جوابية] (٢)، أي: لو شاء الله" فابن كثير بخلف عن البزّي بحذف الألف التي بعد اللاّم جعل اللاّم لام ابتداء فتصير لام توكيد أي لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أعلمكم به من غير واسطتي، إمّا بواسطة ملك أو رسول غيري من البشر، ولكنّه خصّني بهذه الفضيلة، فالأولى نفي والثّانية إيجاب، وبهذه قرأ الدّاني للبزي على عبد العزيز الفارسي عن النّقاش عن أبي ربيعة وفاقا/لجميع العراقيين من طريق أبي ربيعة في الموضعين.

وعن الشّنبوذي «ولأنذرتكم به» (٣) بنون ساكنة وذال معجمة مفتوحة وراء ساكنة وتاء مضمومة من الإنذار.

وعن الحسن «ولا أدرأتكم» (٤) بهمزة ساكنة وبتاء مرفوعة على أنّ الهمزة مبدلة من ألف والألف منقلبة عن ياء لانفتاح ما قبلها وهي لغة لعقيل حكاه قطرب، يقولون في أعطيتك «أعطأتك»، وقيل: إنّ الهمزة أصلية واشتقاقه من «الدّرء» وهو الدفع، وقرأ الباقون بإثبات الألف على أنّها «لا» النّافية مؤكدة لأنّ المعطوف على المنفي منفي، وليست «لا» هذه التي ينفي بها الفعل لأنّه لا يصح نفي الفعل بها إذا وقع جوابا والمعطوف على الجواب جوابا فلو قلت: "لو كان كذا لا كان كذا" لم يجز بل تقول "ما كان كذا"، ومعنى الآية على هذه: لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أعلمكم به على لساني، فالأول والثّاني منفيان، ويأتي توجيه موضع سورة «القيامة» فيها إن شاء الله - تعالى -، وهذه القراءة رواية ابن الحباب عن البزى فيهما، وبه قرأ الدّاني على أبي


(١) يونس: ١٦، القيامة: ١، النشر ٢/ ٢٨٣، مفردة ابن محيصن: ٢٤٧، مفردة الحسن: ٣١٥، المبهج ٢/ ٦٢٣، إيضاح الرموز: ٤٣٤، مصطلح الإشارات: ٢٧٩، الدر المصون ٦/ ١٦٤.
(٢) الذي في النجوم الزاهرة ٢/ ٨١٠: "جواب لو".
(٣) يونس: ١٦، وفي المبهج ٢/ ٦٢٣ «ولا أنذرتكم به»، مصطلح الإشارات: ٢٧٩.
(٤) يونس: ١٦، مفردة الحسن: ٣١٥، مفردة ابن محيصن: ٢٤٧، المبهج ٢/ ٣٣٧، الدر المصون ٨/ ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>