للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَتَكُونَ لَكُمَا﴾ (١) فأبو بكر من طريق العليمي وغيره بالتّذكير لأنّه تأنيث مجازي [وافقه الحسن] (٢)، وقرأ الباقون بالتّأنيث مراعاة لتأنيث اللفظ، وبه قرأ أبو بكر من طريق ابن آدم.

وقرأ ﴿سِحْرٌ﴾ (٣) بوزن «فاعل» نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وافقهم الأعمش وابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ الباقون بتشديد الحاء وألف بعدها على وزن «فعّال» فالإشارة بهذا في القراءة الأولى إلى "موسى"، وفي الثّانية إلى: "الذي جاء به من قلب العصاة حيّة وإخراج يده بيضاء كالشمس".

وقرأ «ءآلسّحر» (٤) بهمزة قطع وبعدها ألف محضة بدل عن همزة الوصل الداخلة على لام التّعريف أبو عمرو وكذا أبو جعفر فيجوز لكلّ واحد منهما الوجهان من البدل والتسهيل ولا يجوز لهما الفصل فيه بالألف ف ﴿فَلَمّا﴾ استفهامية مبتدأ، و ﴿جِئْتُمْ بِهِ﴾ خبره، و ﴿السِّحْرُ﴾ خبر مبتدأ محذوف، أي: أيّ شيء أتيتم به أهو السحر، أو ﴿السِّحْرُ﴾ بدل من ﴿فَلَمّا﴾ كقولك: ما عندك أدينار أم درهم؟. وافقهما اليزيدي والشّنبوذي عن الأعمش، وعن المطّوّعي بحذف همزة والألف واللام فيصير ما جئتم به سحر/، وأثبت التّنوين للتنكير، وقرأ الباقون بهمزة وصل على الخبر فتسقط وصلا، وتحذف ياء الصّلة التي بعد الهاء للسّاكنين و ﴿فَلَمّا﴾ موصولة مبتدأ، و ﴿جِئْتُمْ بِهِ﴾ صلتها، و ﴿السِّحْرُ﴾ خبره، أي: الذي جئتم به السحر، ومعناه إخباره بأنّه علم حقيقة حالهم، وسبق في «الهمزتين من كلمة».


(١) يونس: ٧٨، النشر ٢/ ٢٨٧، المبهج ٢/ ٦٢٨، مفردة الحسن: ٣١٩، الدر المصون ٦/ ٢٤٨.
(٢) ما بين المعقوفين من (ط، أ).
(٣) يونس: ٧٦، النشر ٢/ ٢٨٧، المبهج ٢/ ٦٢٨، مفردة ابن محيصن: ٢٤٨، إيضاح الرموز: ٤٣٧، مصطلح الإشارات: ٢٨٤، الدر المصون ٦/ ٢٤٦.
(٤) يونس: ٨٢، النشر ٢/ ٢٨٧، المبهج ٢/ ٣٤٩، مفردة ابن محيصن: ٢٤٨، كنز المعاني ٤/ ١٧٢٢، الدر المصون ٦/ ٢٤٦، الهمزتين من كلمة ٢/ ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>