للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تبويبا خاصا يوضع مجملة ويبين غامضه، وهو في شرحه لكتاب النشر يلتزم بنص النشر تماما، ثم أتبع ذلك بذكر فرش القراءات القرآنية وتوجيهها وعد الآي ورسم المصحف وتجزئة القرآن والوقف والابتداء بصورة تفصيلية على ترتيب المصحف الشريف، مما جعل هذا الكتاب موسوعة قرائية شاملة جامعة.

أما المؤلف، فهو الإمام القسطلاني، أحد العلماء الموسوعيين الذين عاشوا في القرن التاسع الهجري، قرن الموسوعات الإسلامية الضخمة، ففيه ألّف «فتح الباري شرح صحيح البخاري»، و «الإتقان في علوم القرآن»، وكتب التفسير الضخمة، وكتب اللغة الموسوعية، وكتب التاريخ والتراجم، وكتب الحديث والعلل التي لا غنى لطالب علم عنها، وفي هذا القرن أخرج القسطلاني كما سنرى في مؤلفاته عددا من الموسوعات العلمية الغنية الفذة منها «إرشاد الساري شرح صحيح البخاري»، و «لطائف الإشارات لفنون القراءات» كتابنا هذا، و «المواهب اللدنية» في السيرة النبوية وغيرها، مما يجعلنا أمام شخصية علمية فذة تعيش للعلم وبالعلم، فإذا علمنا أن هذا العلم كان خطيبا مفوها، وعالما زاهدا متواضعا، ذو خلق وديانة وأمانة، فستجد آثار هذه الشخصية العلمية الضخمة في أثناء تجولك في دوحة هذا الكتاب:

حين يذكر من أي الكتب نقل، ومن أي العلماء أخذ، بل نادرا ما يذكر شيئا دون ذكر المصدر الذي أخذ منه، وحين تعيش مع القراءات الأربعة عشر كلمة كلمة وحرف حرف يكرر لتتعلم ولا تنسى، ويوجه الباب كله، ثم يعيده ملخصّا عند ذكر جزئياته، أو يحيلك إلى مظانه حين يظن أن الكسل قد يعتري طالب العلم الذي يجب عليه أن يبحث ويتذكر.

إننا إذا أمام عمل موسوعي، ورجل موسوعي، كما أننا مع عمل خاص بالقرآن كتاب الله - تعالى - الكريم، عمل يجعلك تعيش مع معاني القرآن وتغوص في أصدافه ودرره، يعلمك كيف تقرأ النص الكريم بلسانك، وكيف تفهمه بقلبك وعقلك، وكيف تعيش معه بروحك، الجميع إذن في حاجه إلى هذا الكتاب النادر؛ طلبة علم

<<  <  ج: ص:  >  >>