للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ﴾ (١) بتسهيل الهمزة الأولى وتحقيق الثّانية قالون والبزي، فيجري في المدّ الوجهان من قاعدة:

وإن حرف مد قبل همز مغير …

لكن المدّ أرجح كما قال الشّاطبي (٢):

… والمد ما زال أعد لا

وهو معنى قول (التّيسير) (٣): "أوجه"، وافقهما ابن محيصن، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثّانية بين بين، وبه قرأ الأزرق عنه في أحد وجهيه، والوجه الثّاني عنه إبدال الثّانية ياء ساكنة من جنس سابقتها، وعلى هذا فيزاد في حرف المدّ ليحجز بين السّاكنين، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى وتحقيق الثّانية فيكون كالبزي في المدّ وعدمه، فإن قلنا الساقطة الثّانية فالمد ليس إلاّ وله أيضا من طريق الأكثرين تسهيل الثّانية بين بين، وبإبدالها/ياء خالصة فيزيد في حرف المدّ كما قدّمنا لورش فيكون له ثلاثة أوجه، وقرأ أبو عمرو وكذا رويس من طريق أبي الطيب بحذف الأولى وتحقيق الثّانية، وافقهما اليزيدي وابن محيصن من (المفردة)، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف وروح بتحقيق الهمزتين معا، وافقهم الحسن والأعمش.

وأمال ﴿يا وَيْلَتى﴾ (٤) بين بين ورش والدّوري عن أبي عمرو بخلف عنه، وحمزة والكسائي وكذا خلف بالإمالة المحضة لأنّ الظّاهر كون الألف منقلبة عن ياء المتكلم، ووقف عليها بهاء السّكت رويس.


(١) هود: ٧١، النشر ١/ ٣٨٢.
(٢) الشاطبية البيت: ٢٠٨.
(٣) التيسير: ١٥٢.
(٤) هود: ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>