للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا أبو جعفر بفتح التّاء في السّور الأربعة، وقرأ الباقون بكسر التّاء فيهن (١)، قال البيضاوي: "أصله «يا أبي» فعوض عن الياء تاء التّأنيث لتناسبهما في الزيادة"، وكذا قلبها هاء في الوقف ابن كثير وابن عامر، وكذا أبو جعفر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن، فالكسر ليدل على الياء المحذوفة، والفتح لأنّه حركة أصلها أو "لأنّه كان «يا أبتا» فحذف الألف وبقي الفتحة لتدل عليها، ولم يجز «يا أبتى» لأنّه جمع بين العوض والمعوض" (٢)، وقال في (الدر): "ويجوز الجمع بين هذه التّاء والألف ضرورة كقوله (٣):

يا أبتا علّك أو عساكا

لكن كلام الزّمخشري يؤذن بأنّ الجمع بين التّاء والألف ليس ضرورة، انتهى، وقد عورض «يا أبتا» بأنّه جمع بين العوض والمعوض عنه" (٤)، وأجيب كما قاله الجعبري: "بأنّه جمع بين العوضين" (٥)، ووقف بالهاء ابن كثير وابن عامر وكذا أبو جعفر، ويعقوب، وافقهم ابن محيصن.


(١) النشر ٢/ ٢٩٤.
(٢) تفسير البيضاوي ٣/ ٢٧٣.
(٣) عجز بيت من مشطور الرجز، وهو بكماله:
تقول بنتي قد أنى أناكا … يا أبتا علك أو عساكا
من اللغة: أنى: قرب، والأنى: الوقت، وأنى أناك: حان وقت رحيلك.
والبيت لرؤبة بن العجاج في ملحقات ديوانه: ١٨١، وقيل: للعجاج، واستشهد به على أن (يا أبت) بفتح التاء أصله: (يا أبتا) فحذف الألف كما يحذف الياء، فتبقى الفتحة قبلها دالة على الألف كما أن الكسرة تبقى دالة على الياء، وهو من شواهد الكتاب لسيبويه ١/ ٣٨٨، والخصائص لابن جني ٢/ ٩٦، والمحتسب ٢/ ٢١٣، والإنصاف ١/ ٢٢٢، والتبيان ٢/ ٧٢١، وشرح المفصل ٢/ ١٢، ٣/ ٧٨، ١٢٠، واللامات للزجاجي: ١٣٥، ومغني اللبيب ١/ ١٥١، شرح الأشموني بحاشية الصبان ٣/ ١٥٨، شرح التصريح ١/ ٢١، ٢/ ١٣٨، وهمع الهوامع ٢/ ١٤٥، شرح الشواهد ٢/ ١٩٦.
(٤) النقل من الدر المصون بتصرف كبير ٨/ ٣٨٤.
(٥) كنز المعاني ٤/ ١٧٦٦

<<  <  ج: ص:  >  >>