للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يزلّ الغلام الخفّ عن صهواته …

وقرأ الباقون بالإفراد لأنه لم يلق إلاّ في غيابة واحدة، ولأنّ الإنسان لا تحويه أمكنة متعددة، والغيابة شبه طاق في البئر فويق الماء يغيّب ما فيه عن العيون، وعن الكلبي: "تكون في قعر الجب لأنّ أسفله واسع ورأسه ضيق فلا يكاد الناظر يرى ما في جوانبه"، والجب البئر التي لم تطو.

وعن الحسن كسر الغين وبياء ساكنة بعدها من غير ألف فيها (١).

و «تلتقطه» (٢) بالتاء من فوق، لتّأنيث المعنى ولإضافته إلى مؤنث، وقالوا:

"قطعت بعض أصابعه".

واختلف في ﴿تَأْمَنّا﴾ (٣) فأبو جعفر بالإدغام الخالص (٤) من غير إشمام ولا روم فينطق بنون مفتوحة مدغمة، وافقه الشّنبوذي عن الأعمش، وعن المطّوّعي عن الأعمش الإظهار المحض فينطق بنونين أولاهما مضمومة والثّانية مفتوحة مبالغة في بيان إعراب الفعل وللمحافظة على حركة الإعراب، وقرأ الباقون بالإدغام مع الإشارة، واختلفوا فيها فبعضهم يجعلها روما فيكون ذلك إخفاء لا إدغاما صحيحا لأنّ الحركة لا تسكن رأسا بل هو تضعيف الصّوت بالحركة والفصل بين النونين


= - وهى في ديوانه ص ٢٠، ورواية البيت فيه: "يطير" بدل "يزل"، و"الخف" الخفيف، و"الصهوات" جمع: صهوة، وهى مقعد الفارس من ظهر الفرس.
والشاهد في قوله: "صهواته" حيث جمع الشاعر الصهوة بما حولها، والبيت من شواهد التبيان ٢/ ٧٢٤، واللسان «خفف» ٢/ ١٢١٢، والبحر المحيط ١/ ١٦٠، وفي شرح المعلقات السبع للزوزني: ٦٨.
(١) أي: «غيبة»، مفردة الحسن: ٣٢٧، معجم القراءات ٤/ ١٨٨.
(٢) يوسف: ١٠، مفردة الحسن: ٣٢٨، إيضاح الرموز: ٤٥٦، مصطلح الإشارات: ٢٩٦، الدر المصون ٦/ ٤٤٧.
(٣) يوسف: ١١، النشر ٢/ ٢٩٤، المبهج ٢/ ٦٤٢، إيضاح الرموز: ٤٥٦، مصطلح الإشارات: ٢٩٦، الدر المصون ٦/ ٤٤٨، كنز المعاني ٤/ ١٧٧٣.
(٤) ما بين المعقوفتين في حاشية (س): [أي مع إبدال الهمزة كما هو معلوم من باب الهمز].

<<  <  ج: ص:  >  >>