للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿نُوحِي إِلَيْهِمْ﴾ (١) هنا وفي «النحل» وأوّل «الأنبياء»، و ﴿نُوحِي إِلَيْهِ﴾ ثاني «الأنبياء» فحفص وحده بنون العظمة وكسر الحاء في الأربعة مبنيّا للفاعل اعتبارا بقوله ﴿وَما أَرْسَلْنا﴾، وقرأ حمزة والكسائي وكذا خلف كذلك في ثاني «الأنبياء»، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بضمّ الياء من تحت وفتح الحاء مبنيّا لما لم يسم فاعله على طريق كلام الملوك والعظماء، أو على أن الموحى إليه الملك.

وقرأ ﴿تَعْقِلُونَ﴾ (٢) بالخطاب نافع وابن عامر وعاصم وكذا أبو جعفر ويعقوب، وسبق في «الأنعام» كتسكين سين ﴿الرُّسُلُ﴾ في «البقرة» عن المطّوّعي.

ووقف حمزة على ﴿اِسْتَيْأَسَ﴾ و ﴿يَيْأَسُ﴾ (٣) وبابه بالنقل على القياس المطرد، وبالإدغام فيما ذهب إليه بعضهم إلحاقا بالزائد، وحكي ثالث وهو التّسهيل بين بين وضعف، وذكر الهذلي رابعا وهو الألف على القلب كالبزي، ووافقه الأعمش.

واختلف في ﴿كُذِبُوا﴾ (٤) فعاصم وحمزة والكسائي وكذا أبو جعفر وخلف بالتخفيف، وافقهم الأعمش، ورويت عن عائشة بخلاف، وقد اضطربت أقوال النّاس فيها، وروي عن عائشة أنّها أنكرت ذلك قالت:" معاذ الله لم تكن الرسل تظن ذلك بربها "رواه البخاري (٥)، قال في (الدر):" وهذا لا ينبغي أن يصح عنها لتواتر القراءة، وقد وجهوها بوجوه، منها - وهو أجودها - أن الضّمير في ﴿وَظَنُّوا﴾ عائد على المرسل إليهم لتقدمهم في قوله ﴿كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ،﴾ ولأنّ


(١) يوسف: ١٠٩، النحل: ٤٣، الأنبياء: ٧، النشر ٢/ ٢٩٦، المبهج ٣/ ٦٥٠، مصطلح الإشارات: ٣٠٥، إيضاح الرموز: ٤٦٤، الدر المصون ٦/ ٥٦١.
(٢) يوسف: ١٠٩، النشر ٢/ ٢٩٦، مصطلح الإشارات: ٣٠٣، إيضاح الرموز: ٤٦٤، الأنعام: ٣٢ ٤/ ١٩٢، سورة البقرة: ٦٧، ٣/ ١٠٦.
(٣) يوسف: ١١٠.
(٤) يوسف: ١١٠، النشر ٢/ ٢٩٦، المبهج ٢/ ٦٥٠، مصطلح الإشارات: ٣٠٤، إيضاح الرموز: ٤٦٤، الدر المصون ٥٦٣.
(٥) صحيح البخاري حديث (٤٦٩٥، ٤٦٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>