للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طرقه بياء بعد الهمزة لغرض المبالغة، على لغة المشبعين من العرب، على حدّ «الصيارف» و «الدراهم»، وقد حكى القرآن أن من العرب من يقول: "أكلت لحما شاة"، يريد لحم شاة، فيقول الطاعن في هذه القراءة إن الإشباع من ضرورة الشعر، وإن هشاما سهل الهمزة كالياء فعبر الراوي عنها على ما فهم بياء بعد الهمزة والمراد بياء عوض عنها: مردود فيما تقدم، وبقول الإمام أبي عبد الله ابن مالك (١): "إن الإشباع من الحركات الثلاث لغة معروفة"، والقراء كانوا أعلم النّاس وأضبطهم بالقراءة وليس يفضي بهم الجهل إلى أن يعتقد منهم ما نسب إليهم، وتخفيف هذه الهمزة بالحذف بعد نقل حركته بما قبله، ولا يجوز تسهيلها كالياء كما زعم هذا الطاعن، على أن الحلواني لم ينفرد بذلك عن عن هشام بل شاركه فيه شيخ ابن مجاهد أبو العباس البكراوي، بل ولم ينفرد بها هشام عن ابن عامر، فرواها عنه العباس بن الوليد كما نبه عليه في (النّشر)، وروى الدّاجوني من أكثر الطّرق عن أصحابه وسائر أصحاب هشام عنه بغير ياء جمع «فؤاد» ك «غراب» و «أغربة»، وخرج بالتقييد بها نحو: ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾ المجمع على ترك/الهمز فيه لأنّه جمع فؤاد وهو القلب، ومعنى ﴿وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ﴾ أي قلوبهم فارغة من العقول.

وعن ابن محيصن «وهبني على الكبر» (٢) بالنّون عوضا من اللام.

وأثبت الياء في قوله «دعائي» (٣) وصلا وحذفها وقفا ورش وأبو عمرو وحمزة، وكذا ابو جعفر، وافقهم اليزيدي والأعمش وكذا ابن محيصن من (المبهج) (٤)، وأثبتها في الحالين البزّي وقنبل من طريق ابن شنبوذ، وكذا يعقوب، وحذفها الباقون في الحالين.


(١) شواهد التوضيح: ٢٢.
(٢) إبراهيم: ٣٩، المبهج ٢/ ٦٥٨، إيضاح الرموز: ٤٧٦، مصطلح الإشارات: ٣١٣، الدر المصون ٧/ ١١٦.
(٣) إبراهيم: ٤٠، المبهج ٢/ ٦٦٠، إيضاح الرموز: ٤٧٦، مصطلح الإشارات: ٣١٣.
(٤) المبهج ٢/ ٦٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>