للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمرو وعاصم ونافع من غير هذه الطّرق، وافقه الحسن من (المصطلح)، والهمزة فيه للتعدية، وقرأ الباقون بالقصر والتّخفيف، من الأمر الذي هو ضد النهي، واختلف في متعلق الأمر، فعن ابن عباس: أمرناهم بالطاعة، قال البيضاوي: "وقيل أمرناهم بالفسق لقوله ﴿فَفَسَقُوا فِيها﴾ كقولك: أمرته فقرأ فإنّه لا يفهم منه إلاّ الأمر بالقراءة، على أنّ الأمر مجاز من الحمل عليه أو التسبب له بأن صب عليهم من النعم ما أبطرهم وأفضى بهم إلى الفسوق، ويحتمل أن لا يكون له مفعول منوي كقولهم:

أمرته فعصاني، وقيل معناه: كثّرنا يقال: أمرت الشيء وأمرته فأمر (١) إذا كثّرته، وفي الحديث:" خير المال سكّة مأبورة ومهرة مأمورة " (٢)، أي: كثيرة النتاج، وهو أيضا مجاز عن معنى الطلب، ويؤيده قراءة يعقوب السّابقة" انتهى.

وأمال ﴿جَهَنَّمَ يَصْلاها﴾ هنا، وب «الانشقاق» ﴿وَيَصْلى سَعِيراً،﴾ وب «الغاشية» ﴿تَصْلى ناراً،﴾ وب «الليل» ﴿لا يَصْلاها،﴾ وب «المسد» ﴿سَيَصْلى ناراً﴾ (٣) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش على الخمسة، وقرأها ورش من طريق الأزرق بالفتح وبين اللفظين، وهو لقالون من (العنوان)، والباقون بالفتح.

وعن المطّوّعي «وقضاء» (٤) بالمد والهمز مصدرا مرفوعا بالابتداء «ربّك» بالجر على الإضافة، و ﴿أَلاّ تَعْبُدُوا﴾ خبره، والجمهور بالقصر فعلا ماضيا، ﴿رَبُّكَ﴾ بالرّفع على الفاعلية.


= - ٣/ ٤٣٧.
(١) يقال: أمر الله القوم: كثر نسلهم وماشيتهم، ويقال: أمر الشيء كثر ونما فهو أمر، الوسيط ١/ ٢٦.
(٢) أحمد ٣/ ٤٦٨ (١٥٨٨٣)، الطبراني ٧/ ٩١ (٦٤٧٠) مسند الشهاب ٢/ ٢٣٠ (١٢٥٠)، قال الهيثمي ٥/ ٢٥٨: "رجاله ثقات"، و"سكة مأبورة": طريقة مصطفة من النخل مؤبرة والتأبير تلقيح النخل، "مأمورة": كثيرة النتاج يقال أمرهم الله فأمروا أى كثروا.
(٣) الإسراء: ١٨، الإنشقاق: ١٢، الغاشية: ٤، الليل: ١٥، المسد: ٣، النشر ٢/ ١١٥.
(٤) الإسراء: ٢٣، المبهج ٢/ ٦٧١، مصطلح الإشارات: ٣٢٥، إيضاح الرموز: ٤٩٠، الدر المصون ٧/ ٣٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>