للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروح ورويس من غير طريق أبي الطيب بالخطاب في الأوّل، والغيب في الثّاني، وافقهم اليزيدي والحسن، [وأن ابن كثير وحفصا بقرآن بالغيب فيهما ووافقهما ابن محيصن] (١)، وأن حمزة والكسائي وكذا خلف ورويس من طريق أبي الطيب بالخطاب فيهما، وافقهم المطّوّعي وأنّ الشّنبوذي بالغيب في الأوّل والخطاب في الثّاني، وقد علم أنّ خلف رويس إنّما هو في الثّاني، فالوجه في قراءة الغيب فيهما حمل الأوّل على قوله ﴿وَما يَزِيدُهُمْ إِلاّ نُفُوراً،﴾ وحمل الثّاني عليه، وفي قراءة الخطاب فيهما حمل الأوّل على معنى قوله: قل لهم يا محمد لو كان معه آلهة كما/تقولون، وحمل الثّاني عليه، وفي قراءة الخطاب في الأوّل والغيب في الثّاني على طريق الالتفات، وفي قراءة الغيب في الأوّل والخطاب في الثّاني حمل الأوّل على قوله ﴿وَما يَزِيدُهُمْ﴾ والثّاني التفت فيه إلى خطابهم، وقال البيضاوي: "على أنّ الأولى ممّا أمر الرّسول أن يخاطب به المشركين، والثّانية ممّا نزّه به نفسه عن مقالتهم".

واختلف في ﴿تُسَبِّحُ لَهُ﴾ (٢) فنافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر وكذا أبو جعفر ورويس من طريق التّمّار عن أبي الطيب بالياء على التذكير، وافقهم ابن محيصن، وعن المطّوّعي «سبّحت» (٣) بحذف التّاء قبل السّين وإثبات تاء ساكنة بعد الحاء فعلا ماضيا، وقرأ الباقون بالتاء على التّأنيث، فالتذكير على تأويل الجمع والتأنيث على تأويل الجماعة.

وقرأ ﴿أَإِذا .. ﴾. ﴿أَإِنّا﴾ (٤) الموضعين من هذه السّورة بالاستفهام في الأوّل والإخبار في الثّاني في كلّ من الموضعين نافع والكسائي وكذا يعقوب، وكل على أصله فقالون بالتّسهيل والمد، وورش وكذا رويس بالتّسهيل والقصر، والكسائي


(١) ما بين المعقوفين سقط من (ط والأصل).
(٢) الإسراء: ٤٤، النشر ٢/ ٣٠٨، المبهج ٢/ ٦٧٣، مصطلح الإشارات: ٣٢٧، إيضاح الرموز: ٤٩٣، الدر المصون ٧/ ٣٦٢.
(٣) الإسراء: ٤٤، المبهج ٢/ ٦٧٣.
(٤) الإسراء: ٤٩، النشر ٢/ ٣٠٨، المصطلح الإشارات: ٣٢٨، إيضاح الرموز: ٤٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>