للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ﴾ (١) لحمزة والكسائي، وكذا خلف بغير تنوين على الإضافة، فأوقعوا الجمع موقع المفرد لأنّ مميز الثّلاثة إلى العشرة مجموع مجرور ك: «ثلاثة أيام» فقياسه ثلاث مئات أو مئين لكن وحّد اعتمادا على العقد السّابق، ومميز المائة والمئات موحد مجرور فقياسه ثلاث مائة، وكذا هو في مصحف عبد الله، وبه قرأ أبيّ، فالجمع تنبيه على الأصل، وهو معنى قول الفرّاء: "في العرب من يضع سنين موضع سنة" (٢)، وعليه قوله - تعالى - ﴿بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً﴾ (٣) [و ﴿سِنِينَ﴾ (٤) مجرور بالإضافة] (٥)، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بالتّنوين فلم يروا إضافة مائة إلى الجمع على الأصل، وعلى هذا فيكون ﴿سِنِينَ﴾ بدلا من ﴿ثَلاثَ مِائَةٍ﴾، أو عطف بيان عند الكوفيين، ولا يجوز عند البصريين، وأبدل همزته ياء أبو جعفر.

وعن الحسن «تسعا» (٦) هنا، و «وتسع وتسعون» في «ص» بفتح التّاء في الثّلاثة ك «عشر».

واختلف في ﴿وَلا يُشْرِكُ﴾ (٧) فابن عامر بالتاء على الخطاب وجزم الكاف على النهي، أي: لا تشرك أنت أيها الإنسان، وفيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، ووافقه الحسن والمطّوّعي، وقرأ الباقون بالغيب ورفع الكاف على الخبر، ولا نافية.


(١) الكهف: ٢٥، النشر ٢/ ٣١١، المبهج ٢/ ٦٧٩، مفردة الحسن: ٣٦٢، مصطلح الإشارات: ٣٣٤، إيضاح الرموز: ٥٠١، الدر المصون ٧/ ٤٧٠، كنز المعاني ٤/ ١٨٩٢.
(٢) معاني الفراء ٢/ ١٣٨، ألفاظ العقود: العشرة والعشرين إلى التسعين.
(٣) الكهف: ١٠٣.
(٤) الكهف: ١١، ٢٥.
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ط والأصل).
(٦) الكهف: ٢٥، ص: ٢٣، مفردة الحسن: ٣٦٣، مصطلح الإشارات: ٣٣٤، إيضاح الرموز: ٥٠١، الدر المصون ٧/ ٤٧١.
(٧) الكهف: ٢٦، النشر ٢/ ٣١١، المبهج ٢/ ٦٨٠، مفردة الحسن: ٣٦٣، مصطلح الإشارات: ٣٣٤، إيضاح الرموز: ٥٠١، الدر المصون ٧/ ٤٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>