للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مجاهد: الذهب والفضة خاصة.

وقرأ «أنا أكثر»، و «أنا أقل» (١) بالمد نافع، وكذا أبو جعفر.

واختلف في ﴿خَيْراً مِنْها﴾ (٢) فنافع وابن كثير وابن عامر، وكذا أبو جعفر بزيادة ميم بعد الهاء على التثنية، وعود الضّمير إلى الجنتين موافقة لمصاحف مكة والمدينة والشام، وافقهم ابن محيصن، وقرأ الباقون بغير ميم على الإفراد، وعود الضّمير على الجنّة المدخولة، وهي أقرب مذكور، وهي قوله ﴿جَنَّتَهُ﴾ المفرد بعد ذكر التثنية اكتفاء بالواحد للعلم بالحال، وهي موافقة لمصاحف الكوفة والبصرة.

واختلف في ﴿لكِنَّا هُوَ اللهُ﴾ (٣) فابن عامر، وكذا أبو جعفر ورويس بإثبات الألف بعد النّون في الوصل والوقف، والأصل في هذه الكلمة: «لكن أنا» [كما رسمت في مصحف أبي] (٤) فنقل حركة همزة «أنا» إلى نون «لكن» وحذفت الهمزة، فالتقى المثلان فأدغم أحدهما في الآخر، قال في (الدر): "وهذا أحسن الوجهين"، وقيل:

حذف الهمز من «أنا» على غير قياس فالتقت نون/لكن مع نون «أنا» فأدغمت فيها، فإثبات الألف في الوصل لتعويضها من الهمزة أو لإجراء الوصل مجرى الوقف، وقرأ الباقون بحذفها وصلا وإثباتها وقفا على حدّ ﴿أَنَا يُوسُفُ﴾ فالوقف وفاقا اتباعا للمصحف الكريم، وقد جروا على مقتضى قواعدهم في حذف ألف ﴿أَنَا﴾ وصلا، وإثباتها وقفا، وقد تقدم أنّ نافعا ومن وافقه يثبت ألف ﴿أَنَا﴾ وصلا قبل همزة مضمومة أو مكسورة أو مفتوحة على تفصيل سبق في «البقرة»، وهنا لم يصادف همزة فهو على أصله أيضا، ولو أثبت الألف هنا لكان أقرب من إثبات غيره لأنّه أثبتها


(١) الكهف: ٣٤، ٣٩، النشر ٢/ ٣١١، مصطلح الإشارات: ٣٣٦، إيضاح الرموز: ٥٠٢.
(٢) الكهف: ٣٦، النشر ٢/ ٣١١، المبهج ٢/ ٦٨١، مفردة ابن محيصن: ٢٧١، مصطلح الإشارات: ٣٣٦، إيضاح الرموز: ٥٠٢، البحر المحيط ٧/ ١٧٧، الدر المصون ٧/ ٤٩٠.
(٣) الكهف: ٣٨، النشر ٢/ ٣١٢، المبهج ٢/ ٦٨١، مفردة الحسن: ٣٦٥، مصطلح الإشارات: ٣٣٣، إيضاح الرموز: ٥٠٠، الدر المصون ٧/ ٤٩٣.
(٤) ما بين المعقوفين ليس في الأصل، وليس في الدر المصون ٧/ ٤٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>