للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من تحت وسكون الغين وفتح الرّاء على الغيب، و «أهلها» بالرّفع على الفاعلية، وفتحوا حرف المضارعة (والعين) (١) لأنّه مضارع: غرق القاصر، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بضمّ التّاء المثناة من فوق وكسر الرّاء مخففة مع سكون الغين، على الخطاب و ﴿أَهْلَها﴾ بالنّصب على المفعولية، وضموا حرف المضارعة وكسروا (العين) (٢) لأنّه مضارع «أغرق» المعدى بالهمزة، أي: لتغرق أنت أهلها، وعن الحسن بضمّ التّاء المثناة من فوق وكسر الرّاء مشددة للتكثير، ويلزم منه فتح الغين، و ﴿أَهْلَها﴾ بالنّصب.

واختلف في «زكية» (٣) فنافع وابن كثير وأبو عمرو وكذا أبو جعفر ورويس بألف بعد الزّاي وتخفيف الياء اسم فاعل من «زكا»، أي: طاهرة من الذنوب [وافقهم ابن محيصن] (٤)، ووصفها بهذا الوصف لأنّه لم يرها أذنبت، قيل: أو لأنّها صغيرة لم تبلغ الحنث، وقوله: ﴿بِغَيْرِ نَفْسٍ﴾ (٥) يرده، ولو كان لم يحتلم لم يجب/قتله بنفس ولا بغير نفس، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بتشديد الياء من غير ألف، أخرجوه إلى «فعلية» للمبالغة لأنّ «فعيلا» المحول من فاعل يدل على المبالغة، قال أبو عمرو فيما نقله عنه البيضاوي: الزاكية التي لم تذنب قط، والزكية التي أذنبت ثمّ غفرت، وعن اليزيدي فيما نقله الجعبري: الزّاكية التي لم تذنب [كثيرا] (٦)، أو الزّكية التي لم تذنب مطلقا، وقال في (البحر): "وكان هذا الغلام لم يبلغ الحلم، ولهذا قال:

أقتلت نفسا زاكية، وقيل: بل كان بالغا شابا، والعرب تبقي على الشاب اسم الغلام،


= - ٣٣٩، إيضاح الرموز: ٥٠٥، كنز المعاني ٤/ ١٩٠٢، الدر المصون ٧/ ٥٢٧.
(١) أي راء الفعل «غرق».
(٢) أي راء الفعل «غرق».
(٣) الكهف: ٧٤، النشر ٢/ ٣١٢، المبهج ٣/ ٧١، مفردة الحسن: ٣٦٧، مصطلح الإشارات: ٣٣٩، إيضاح الرموز: ٥٠٦، كنز المعاني ٤/ ١٩٠٤، البحر المحيط ٧/ ٢٠٨، الكشاف ٢/ ٧٣٦.
(٤) ما بين المعقوفتين من (ط)، وستأتي قريبا موافقه ابن محيصن واليزيدي لهم.
(٥) الكهف: ٧٤.
(٦) في الأصل: [ألبت]، وفي الكنز ٤/ ١٩٠٥:" إليك ".

<<  <  ج: ص:  >  >>