للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: أصله من الاغتلام وهو شدة الشبق، وذلك إنّما يكون في الشباب الذين قد بلغوا الحلم، ويتناول الصبي الصغير تجوزا تسمية للشيء باسم ما يؤول إليه، وحكى القرطبي عن صاحب (العرس والعرائس): إنّ موسى لمّا قال للخضر : أقتلت نفسا زاكية، غضب الخضر واقتلع كتف الصبي الأيسر وقشر اللحم عنه، وإذا في عظم كتفه مكتوب كافر لا يؤمن بالله أبدا" (١) انتهى.

وقرأ «نكرا» (٢) في الموضعين بضمّ الكاف نافع وأبو بكر وابن ذكوان وكذا أبو جعفر ويعقوب، وقرأ الباقون بالسكون فيهما، وذكر ب «البقرة» (٣).

وقرأ «فلا تصحبني» (٤) بفتح التّاء وإسكان الصّاد وفتح الحاء من: «صحبه، يصحبه» روح - فيما انفرد به هبة الله بن جعفر عن المعدّل عنه -، والباقون «تصحبنى» بضمّ التّاء وفتح الصّاد وكسر الحاء من باب المفاعلة.

واختلف في ﴿مِنْ لَدُنِّي﴾ (٥) فنافع وكذا أبو جعفر بضمّ الدّال وتخفيف النّون قال في (البحر): "وهي نون «لدن» اتصلت بياء المتكلم، وهو القياس لأنّ أصل الأسماء إذا أضيفت إلى ياء المتكلم لم تلحق نون الوقاية نحو: غلامي وفرسي" انتهى، لكن منع من ذلك سيبويه وقال: لا يجوز أن يؤتى ب «لدن» مع ياء المتكلم دون نون وقاية، قال في (الدر): "وهذه القراءة حجة عليه ثمّ قال: "فإن قيل: لم لا يقال: إنّ هذه النّون نون وقاية، وإنّما اتصلت ب «لد» لغة في «لدن» حتى يتوافق قول سيبويه (٦) مع هذه


(١) البحر المحيط ٧/ ٢٠٨، تفسير القرطبي ١١/ ٢١.
(٢) الكهف: ٧٤، النشر ٢/ ٣١٢، المبهج ٢/ ٦٨٣، مصطلح الإشارات: ٣٣٩، إيضاح الرموز: ٥٠٦.
(٣) سورة البقرة: ٦٧، ٣/ ١٠٦.
(٤) الكهف: ٧٦، النشر ٢/ ٣١٢، مصطلح الإشارات: ٣٣٩، إيضاح الرموز: ٥٠٦، الدر المصون ٧/ ٥٣٠.
(٥) الكهف: ٧٦، النشر ٢/ ٣١٢، المبهج ٢/ ٦٨٤، مصطلح الإشارات: ٣٣٩، إيضاح الرموز: ٥٠٦، الدر المصون ٧/ ٥٣١، البحر المحيط ٧/ ٢٠٩.
(٦) الكتاب ١/ ٣٨٦، ٢/ ٣٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>