للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القراءة؟، فالجواب: لا يصح ذلك؛ لأنّ نون الوقاية إنّما جيء بها لتقي الكلمة الكسر محافظة على سكونها، ودون النّون لا سكون؛ لأنّ الدّال مضمومة فلا حاجة إلى النّون، ولأنّ سيبويه يمنع أن يقال: «لدني» بالتخفيف" انتهى، وقرأ أبو بكر بتخفيف النّون، واختلف عنه في ضمة الدّال، فالأكثرون على إشمامها الضّم بعد إسكانها، ولم يذكر في (الشّاطبيّة) ك (التّيسير) غيره، وبه قرأ الدّاني من طريق الصّريفيني، وورد النّص به عن العليمي وعن موسى بن حرام عن يحيى، وهو الذي في (الكافي) و (الهداية) و (التّذكرة) وفاقا لأكثر كتب المغاربة، وكذا هو في كتب أبي العز وسبط الخيّاط وابن مهران، وذهب كثير إلى اختلاس ضمة الدّال كالهذلي والحافظ أبي العلاء وابن سوار، ونصّ على الوجهين الدّاني في (جامعه) و (مفرداته) (١) فالإشارة منبهة على الأصل، ويحتمل أن تكون النّون في هذه القراءة أصلية، وأن تكون للوقاية، فإذا قلنا أنّها أصلية فالسّكون تخفيف كتسكين ضاد «عضد» وبابه، وكسر النّون مع سكون الدّال لالتقاء السّاكنين ك «أمس»، وقرأ الباقون بضمّ الدّال وتشديد النّون أدخلوا نون الوقاية على «لدن» لتقيها من الكسر محافظة على سكونها كما حوفظ على نون «من» و «عن» فألحقت بهما نون الوقاية فيقولون «مني» و «عني» بالتّشديد، فأدغموا النّون الأولى في نون الوقاية المتّصلة بياء المتكلم.

وعن ابن محيصن والمطّوّعي «يضيفونها» (٢) بكسر الضّاد وسكون الياء مخففة من «ضافه» «يضيفه» بالتخفيف، والجمهور بضمّ الضّاد وكسر الياء مشددة من «أضافه» «يضيّفه» /بالتّشديد، قال البيضاوي: "وأصل التركيب للميل يقال:

ضاف السهم عن الغرض إذا مال".

وعن المطّوّعي «أن ينقض» بضمّ الياء وتخفيف الضّاد مبنيّا للمفعول، قال


(١) إرشاد المبتدي: ٤٢٠، المبسوط: ٢٨١، التيسير: ١٤٥، الكافي: ١٥٠، التذكرة ٢/ ٤١٧.
(٢) الكهف: ٧٧، مفردة ابن محيصن: ٢٧٣، المبهج ٢/ ٦٨٤، مصطلح الإشارات: ٣٤٠، إيضاح الرموز: ٥٠٦، الدر المصون ١٠/ ٨٧، البحر المحيط ٧/ ٢١٠، ولم أقف على المروي.

<<  <  ج: ص:  >  >>