للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في (البحر): "وهي مروية عن النّبي ، والجمهور على فتح الياء وتشديد الضّاد، أي: يسقط من انقضاض الطائر ووزنه «انفعل» نحو: «ابخرّ»، وقيل: وزنه «افعلّ» من النقض ك «احمرّ»، وإسناد الإرادة إلى الجدار من المجاز البليغ والاستعارة البارعة، وكثيرا ما يوجد في كلام العرب إسناد أشياء تكون من كلام العقلاء إلى ما لا يعقل من حيوان وجماد، والمعنى لو كان الجماد والحيوان الذي لا يعقل لكان صادرا منه ذلك الفعل، واستشهدوا لذلك بنحو قوله (١):

يريد الرّمح صدر أبي براء … ويعدل عن دماء بني عقيل

واختلف في «لاتخذت» (٢) فابن كثير وأبو عمرو، وكذا يعقوب بتاء مفتوحة مخففة وخاء مكسورة من غير ألف من «تخذ» بكسر العين «يتخذ» بفتحها ك «عتب» «يعتب»، ومنه قوله (٣):


(١) البيت من الوافر، منسوب للحارثي، والشاهد: الإرادة مجاز عن التوجه، ويجوز أن الإسناد مجاز، لأن المريد صاحب الرمح، والأوجه أنه شبه الرمح بإنسان على طريق المكنية، وإسناد الإرادة والعدول إليه تخييل، أي: يريد أن يشرب من صدر أبي براء، لا من دماء هؤلاء، انظر: الكشاف ٢/ ٧٣٧، المحرر ٣/ ٥٦٣، وشمس العلوم ٤/ ٢٦٨٥: وفيه" ويرغب "بدل" يعدل ".
(٢) الكهف: ٧٧، النشر ٢/ ٣١٢، المبهج ٢/ ٦٨٤، مصطلح الإشارات: ٣٣٣، إيضاح الرموز: ٥٠٠، الكنز ٤/ ١٩٠٦، الدر المصون ٧/ ٥٣٥، البحر المحيط ٧/ ٢١١.
(٣) البيت من الطويل، وهو للممزّق العبدي واسمه شاس بن نهار، وهو أحد بيتين ذكرهما له الجاحظ، والثاني منهما:
أنيخت بجوّ يصرخ الدّيك عندها … وباتت بقاع كادئ النّبت سملق
انظر: الحيوان: ٥/ ٢٨١، والأصمعيات: ٥٨، ولسان العرب ١٠/ ٢١٥، وقيل للمثقب العبدي، وهو ابن أخيه كما في تاج العروس ١٨/ ٦٣، وديوان المثقب: ٢٨٠، واللغة في البيت: «تخذت»: بمعنى اتخذت، «لدى جنب»، ويروى «إلى جنب»، «غرزها»: الغرز - بفتح الغين وسكون الراء - ركاب الرجل من جلد، «نسيفا»: بفتح النون وكسر السين - أثر ركض الرجل بجنبي البعير إذا انحسر عنه الوبر، «كأفحوص»: - بضم الهمزة وسكون الفاء وضم الحاء، مجثم القطاة، أي: مبيتها، «المطرق» - بضم الميم وفتح الطاء وتشديد الراء المكسورة، من طرقت القطاة إذا حان خروج بيضها، والشاهد فيه: أن «تخذت»: تعلت، حذفت فاء الفعل من الاتخاذ، فاستغني بذلك عن ألف الوصل، وقوله - تعالى: ﴿لاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً﴾، هو: افتعلت، وليس من لفظ الأخذ -

<<  <  ج: ص:  >  >>