للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسرها، قال في (الدر): "والمضارع «يطلع» بالضّم، فكأن القياس فتح اللاّم في المفعل، ولكنها مع أخوات لها سمع فيها الكسر، وقياسها الفتح، وقد قرأ به الحسن وابن محيصن" انتهى.

واختلف في ﴿بَيْنَ السَّدَّيْنِ﴾ (١) فابن كثير وأبو عمرو وحفص بفتح السّين، وافقهم ابن محيصن واليزيدي، وقرأ الباقون بضمها، فقيل: هما لغتان بمعنى واحد، وقيل:

المضموم لما خلقه الله، والمفتوح لما عمله النّاس، وتعقب: بأنّ السّدّين هنا جبلان سدّ ذو القرنين بينهما بسدّ، فهما من فعل الله، والسّدّ الذي فعله ذو القرنين من فعل المخلوق، فعلم أنّهما لغتان ك «الضّعف» و «الضّعف» "انتهى، وقيل: ما رأته عيناك فبالضم، وما لا يرى فبالفتح، وقال الخليل: المضموم اسم، والمفتوح مصدر، قال السمين:" وهذا هو الاختيار".

واختلف في ﴿يَفْقَهُونَ﴾ (٢) فحمزة والكسائي، وكذا خلف بضمّ الياء وكسر القاف من أفقه غيره معدى بالهمزة فالمفعول الأوّل محذوف قال في (البحر): لا يفهمون السامع كلامهم ولا يبينونه لأنّ لغتهم غريبة مجهولة، وقال البيضاوي:" لتلعثمهم فيه " (٣)، وقال غيره: لعجمة ألسنتهم، أي: لا يفقهون غيرهم قولا لعجمة ألسنتهم، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بفتح الياء والقاف من «فقه» الثلاثي فيتعدى إلى واحد، أي: لا يفهمون كلام غيرهم لجهلهم بلسان من يخاطبهم، وقال البيضاوي:

"لغرابة لغتهم وقلة فطنتهم".


(١) الكهف: ٩٢، النشر ٢/ ٣١٦، المبهج ٢/ ٦٨٦، مفردة ابن محيصن: ٢٧٣، مفردة الحسن: ٣٦٩، مصطلح الإشارات: ٣٤١، إيضاح الرموز: ٥٠٨، الدر المصون ٧/ ٥٤٤، الهداية ١٠/ ٦٧٨٣، المحرر الوجيز ٣/ ٥٧٢.
(٢) الكهف: ٩٣، النشر ٢/ ٣١٦، المبهج ٢/ ٦٨٦، مصطلح الإشارات: ٣٤١، إيضاح الرموز: ٥٠٨، البحر المحيط ٧/ ٢٢٥، البيضاوي ٣/ ٥٢٢، الكشاف ٢/ ٧٤٦، الكشف ٢/ ٧٦، الدر المصون ٧/ ٥٤٤.
(٣) تفسير البيضاوي ٣/ ٥٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>