للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا لا تكاد العرب تكلم به مقدما إلاّ في الشعر" (١)، وقيل: انتصب بمصدر مؤكدا بفعل مضمر، أي: يجزي جزاء، وقال الفرّاء: "هو منصوب على التفسير" (٢)، ويكسر التّنوين في هذه القراءة لأجل التقاء السّاكنين، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالرّفع من غير تنوين على الابتداء، والخبر الجار قبله، و ﴿الْحُسْنى﴾ مضاف إليها، والمراد بها على قراءة النّصب: الجنّة، وعلى الأخرى: الفعلة الحسنة، وقال أبو علي: "جزاء الخلال الحسنة التي أتاها وعمل بها" (٣)

وفي ﴿جَزاءً﴾ بالنظر إلى القراءتين، وإمالة ﴿الْحُسْنى﴾ وفتحها خمس قراءات:

الأولى: «جزاء الحسنى» بالرّفع من غير تنوين، و ﴿الْحُسْنى﴾ بغير إمالة لقالون وورش من طريق الأصبهاني، والوجه الثّاني من طريق الأزرق وابن كثير وابن عامر وأبي بكر، وكذا أبو جعفر، وافقهم ابن محيصن والحسن.

الثّانية: كذلك لكن مع التقليل في ﴿الْحُسْنى﴾ لورش/من طريق الأزرق، وهو الوجه الآخر عنه.

الثّالثة: كذلك لكن مع الإمالة الكبرى لأبي عمرو، ووافقه اليزيدي.

الرّابعة: ﴿جَزاءً﴾ بالتّنوين والنصب، وفتح ﴿الْحُسْنى﴾ لحفص، وكذا يعقوب.

الخامسة: كذلك لكن مع الإمالة المحضة لحمزة والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش.

وعن ابن محيصن والحسن «مطلع» (٤) بفتح اللاّم، وهو القياس، والجمهور


(١) الحجة: ٥/ ١٧٠.
(٢) معاني القرآن للفراء ٢/ ١٥٩.
(٣) الحجة ٥/ ١٧٠.
(٤) الكهف: ٩٠، مفردة الحسن: ٣٦٩، مفردة ابن محيصن: ٢٧٢، المبهج ٢/ ٦٨٥، مصطلح الإشارات: ٣٤١، إيضاح الرموز: ٥٠٨، الدر المصون ٧/ ٥٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>