للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحتاج في هذه القراءة إلى كسر تنوين «ردما» - كما تقدم - لالتقاء السّاكنين لأنّ همزة الوصل تسقط درجا، والابتداء على هذا بكلمتى «ائتوني» بهمزة مكسورة ثمّ ياء ساكنة بدل عن الهمزة التي هي فاء الكلمة، وفي الدرج تسقط همزة الوصل فتعود الهمزة لزوال موجب إبدالها، وروى الصريفيني عن يحيى عن أبي بكر قطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من «آتى» الرباعي بمعنى الإعطاء، وبه قطع جميع العراقيين، والابتداء على هذا بالهمزة مفتوحة كالوصل، وروى عنه بعضهم الأوّل: بوجهين، والثّاني: بالقطع وجها واحدا، وبه قرأ الدّاني على أبي الحسن، وقطع له بعضهم بالوصل في الأوّل، وفي الثّاني بالوجهين، وهو الذي في (الشّاطبيّة) كأصلها، وأطلق بعضهم الوجهين له في الحرفين جميعا، وهو الذي في (الكافي) (١) وغيره، والصواب هو الأوّل قاله في (النّشر)، وقرأ حمزة الثّاني بهمزة ساكنة بعد اللاّم من الإتيان كالوجه الأوّل لأبي بكر، ويبتدئ مثله بكسر همزة الوصل وإبدال الهمزة السّاكنة بعدها ياء، ووافقه المطّوّعي، وقرأ الباقون بقطع الهمزة ومدها فيهما في الحالين من الإعطاء كالوجه الثّاني لأبي بكر.

واختلف في ﴿الصَّدَفَيْنِ﴾ (٢) فابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وكذا يعقوب بضمّ الصّاد والدّال، قال/اليزيدي عن أبي عمرو: "وهي لغة قريش"، [ووافقهم اليزيدي وابن محيصن من (المبهج) والحسن، وقرأ أبو بكر بضم الصّاد وإسكان الدال وهي تخفيف من القراءة الأولى] (٣)، ووافقه ابن محيصن من (المبهج) أيضا و (المفردة)، وقرأ الباقون بفتحهما، قال الفرّاء: "وهي لغة أهل الحجاز" (٤)، وقال بعض اللغويين فيما قاله أبو حيّان في (البحر) والسمين في (الدر): فتحها لغة تميم وضمهما لغة


(١) العنوان: ١٢٤، المفردات: ٤٣٩، التيسير: ١٤٦، الكافي: ١٥١.
(٢) الكهف: ٩٦، النشر ٢/ ٣١٦، المبهج ٢/ ٦٨٦، مفردة ابن محيصن: ٢٧٣، مصطلح الإشارات: ٣٤٢، إيضاح الرموز: ٥٠٩، البحر المحيط ٧/ ٢١٨، الدر المصون ٧/ ٥٤٨.
(٣) ما بين المعقوفين سقط من الأصل.
(٤) معاني القرآن ٢/ ١٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>