للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الياء و «فعلى»، وأمالوا ﴿إِلى مُوسى﴾ (١) باعتبار رسم الياء والحمل على «فعلى» (٢).

ومعنى الآية: "ما أنزلنا عليك القرآن لتتعب بفرط تأسّفك على كفر قريش؛ إذ ما عليك إلاّ أن تبلّغ، أو بكثرة الرياضة، وكثرة التهجد، والقيام على ساق، والشقاء سائغ بمعنى التعب، ومنه:" أشقى من رائض المهر "، و" سيد القوم أشقاهم "، ولعله عدل إليه للإشعار بأنّه أنزل عليه ليسعد، وقيل: ردّ وتكذيب للكفرة؛ فإنّهم لما رأوا كثرة عبادته قالوا: إنّك لتشقى بترك ديننا، وإن القرآن أنزل عليك لتشقى به" (٣)، قاله البيضاوي.

وقرأ «رءا» (٤) بفتح الرّاء والهمزة معا قالون وورش من طريق الأصبهاني، وابن كثير وحفص، وكذا أبو جعفر ويعقوب، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ ورش من طريق الأزرق وبالتّقليل فيهما، وقرأ الدّوري عن أبي عمرو بإمالة الهمزة وفتح الرّاء، وبه قرأ السّوسي، إلاّ أنّه اختلف عنه في الرّاء، وقرأ ابن ذكوان بإمالتهما جميعا، وانفرد زيد عن الرّملي عن الصّوري عنه ففتح الرّاء وأمال الهمزة، وانفرد صاحب (المبهج) عن الصّوري بفتحهما معا، وقرأ هشام في رواية الجمهور عن الحلواني بفتح الرّاء والهمزة، والأكثرون عن الدّاجوني عنه بإمالتهما، وقرأ أبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى بإمالة الرّاء والهمزة وبفتحهما من طريق (المبهج) عن أبي عون عن يحيى، وعن الرزاز عن العليمي، وبفتح الرّاء وإمالة الهمزة، وهي طريق (العنوان) (٥) في أحد وجهيه عن شعيب عن يحيى، وقرأ حمزة والكسائي (٦)، وكذا خلف بإمالتهما.


(١) طه: ٧٧.
(٢) كنز المعاني ٢/ ٨٢١.
(٣) تفسير البيضاوي ٤/ ٣٩.
(٤) طه: ١٠، إيضاح الرموز: ٥١٩.
(٥) العنوان: ٦٤.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ط) [وشعبة].

<<  <  ج: ص:  >  >>