للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واتفق على نصب ﴿الْحَياةَ﴾ (١) من قوله ﴿إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا﴾ على الظرفية ل ﴿تَقْضِي﴾، ومفعوله محذوف تقديره: تقضي غرضك وأمرك، ويحتمل أن تكون ﴿الْحَياةَ﴾ مفعولا به على الاتساع، ويدل لذلك قراءة أبي حيوة: «تقضى» مبنيا للمفعول «الحياة» بالرّفع لقيامها مقام الفاعل، وذلك لأنّه اتّسع في الظرف فأجري مجرى المفعول به ثمّ بقي الفعل كذلك ورفع به، كما تقول:" صيم يوم الجمعة".

وقرأ «ومن يأته مؤمنا» (٢) بكسر الهاء من غير صلة قالون السّوسي في وجهه الثّاني، وكذا ابن وردان، ورويس بخلف عنهم، وافقهم اليزيدي في أحد وجهيه وبذلك قرأ الدّاني لقالون على أبي الحسن، وبالصلة له قرأ على أبي الفتح، وفي (الشّاطبيّة) كأصلها إطلاق الخلاف عنه، وروى الاختلاس عن ابن وردان هبة الله وابن العلاّف والوراق وابن مهران عن أصحابهم عن الفضل، ورواه عن رويس جميع العراقيين، وروى الإشباع عنه النّهرواني وابن هارون الرّازي، ورواه عن رويس طاهر بن غلبون، وبه قرأ ورش، وابن كثير والدّوري وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف وابن جمّاز وروح، ووافقهم ابن محيصن والحسن والأعمش/، وقرأ السّوسي في الوجه الآخر بإسكان الهاء وهو الذي في (الشّاطبيّة) كأصلها، ورواه الدّاني من جميع طرقه وفاقا لسائر المغاربة، وروى عنه الصّلة صاحب (العنوان) وابن سوار وفاقا لسائر العراقيين، ووافقه اليزيدي في الوجه الآخر أيضا.

وقرأ «أن أسر» (٣) بهمزة وصل ساقطة درجا ثابتة مكسورة ابتداء نافع وابن كثير، وكذا أبو جعفر، ووافقهم ابن محيصن، وقرأها الباقون بهمزة قطع مفتوحة في الحالين، ومر البحث فيهما ب «هود».


(١) طه: ٧٢، الدر المصون ٨/ ٧٩.
(٢) طه: ٧٥، النشر ٢/ ٣٢١، المبهج ٢/ ٧٠٠، المصطلح: ٣٥٥، إيضاح الرموز: ٥٢٣.
(٣) طه: ٧٧، النشر ٢/ ٣٢١، مفردة ابن محيصن: ٢٨٠، سورة هود: ١٨، ٥/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>