للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكسرها فقيل: لغات بمعنى واحد، وقيل: المضموم معناه: لم يكن لنا ملك فنخلف /موعدك بسلطانه وإنّما أخلفناه بنظر أدى إليه ما فعل السامري، فليس المعنى أن لهم ملكا، وإنّما هذا كقول ذي الرمة (١):

لا تشتكى سقطة منها وقد رقصت … بها المفاوز حتى ظهرهها حدب

أي: لا يكون منها سقطة فتشتكي، وفتح الميم مصدر من: ملك أمره، والمعنى:

ما فعلناه بأنّا ملكنا الصّواب ولا وفقنا له، بل غلبتنا أنفسنا، وكسر الميم كثرة استعماله فيما تحوزه اليد وتحويه، ولكنّه يستعمل في الأمور التي يبرمها الإنسان، ومعناها كمعنى التي قبلها، والمصدر في هذين الوجهين مضاف لفاعله، والمفعول مقدّر، أي: بملكنا الصّواب.

واختلف في ﴿حُمِّلْنا﴾ (٢) فنافع وابن كثير وابن عامر وحفص، وكذا أبو جعفر، ورويس بضمّ الحاء وكسر الميم مشددة عدى بالتضعيف إلى آخره، وبني للمفعول والضمير المنصوب المتصل مرفوع لقيامه مقام الفاعل، أي: حملهم الغير على ذلك، وافقهم ابن محيصن [من (المفردة)] (٣)، وقرأ الباقون بفتح الحاء والميم مخففة مبنيّا للفاعل متعديّا لواحد، أي: حملنا نحن والأوزار الأثقال أطلق على ما كانوا استعاروا من القبط برسم التزين أوزارا لثقلها، وقال البيضاوي:" وقيل: هي ما ألقاه البحر على الساحل بعد إغراقهم فأخذوه، ولعلهم سموها أوزارا لأنّها آثام فإنّ الغنائم لم تكن تحلّ بعد "انتهى.


(١) البيت من البسيط، وهو لذي الرمة من قصيدته التي أولها:
ما بال عينك منها الماء ينسكب … كأنه من كلى مفرية سكب
والسقطة: النومة، والحدب: المنحني من التعب، والبيت في ديوانه: ١٤، والدر المصون ١٠/ ٢٤٣، وفي مقاييس اللغة ٤/ ٢٨٨ والعين ١/ ٢٤٣ برواية:" بها المعاطش ".
(٢) طه: ٨٧، النشر ٢/ ٣٢٣، المبهج ٢/ ٧٠١، مفردة ابن محيصن: ٢٨٠، مصطلح الإشارات: ٣٥٧، إيضاح الرموز: ٥٢٥، البحر المحيط ٧/ ٣٦٩، تفسير البيضاوي ٤/ ٦٦.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ط).

<<  <  ج: ص:  >  >>