للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنّ الإنسان ذو عظام كثيرة "؛ تعقبه في (البحر): بأنّ سيبويه واتباعه لا يجوزون ذلك إلاّ في الضرورة، وأنشدوا (١):

كلوا في بعض بطنكم تعفّوا …

قال: ومعلوم أنّ هذا لا يلتبس لأنّهم كلهم ليس لهم بطن واحد، ومع هذا/ خصّوا مجيئة بالضرورة انتهى.

وافقهما في الأوّل فقط المطّوّعي، وروى عن قتادة والأعرج ومجاهد، وقرأ الباقون بالجمع فيهما على الأصل لأنّه مطابق لما يراد به، وهو على حدّ قوله ﴿وَاُنْظُرْ إِلَى الْعِظامِ﴾.

واختلف في ﴿طُورِ سَيْناءَ﴾ (٢) فنافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر بكسر السّين وبالهمز ك «حرباء»، وهي لغة بني كنانة،" وهو جبل موسى بين أيلة ومصر، وقيل: بفلسطين، وقد يقال له طور سينين، ولا يخلو من أن يكون الطور الجبل، وسيناء اسم بقعة أضيف إليها، أو المركب منها علم ك «امرئ القيس» "، " والهمزة فيه ليست للتأنيث إذ ليس في الكلام «فعلاء» بكسر الأوّل وهمزته للتّأنيث بل للإلحاق فهي ك: «علباء» (٣) فتكون الهمزة منقلبة عن ياء، أو واو؛ لأنّ الألحاق يكون فيهما،


(١) والبيت من الوافر، وهو بلا نسبة كما في الدر المصون ١١/ ٣٢، خزانة الأدب ٧/ ٥٣٧، شرح أبيات سيبويه ١/ ٣٧٤، والكتاب ١/ ٢١٠، وهمع الهوامع ١٠/ ٥٠، وكذا ذكر في المعجم المفصل ٤/ ١٢، وشرح الشواهد الشعرية ٢/ ٣٦ وقال: يقال: أكل في بعض بطنه إذا كان دون الشبع، وأكل في بطنه إذا امتلأ وشبع، والخميص: الجائع، أي زمن جدب ومخمصة، والشاهد: استعمال (بطن) بمعنى الجمع أي: بعض بطونكم "، وتمام البيت:
فإنّ زمانكم زمن خميص
(٢) المؤمنون: ٢٠، النشر ٢/ ٣٢٩، المبهج ٢/ ٧١٦، مفردة الحسن: ٣٩٨، مصطلح الإشارات: ٣٧٦، إيضاح الرموز: ٥٤٥، الدر المصون ٨/ ٣٢٨، تفسير البيضاوي ٤/ ١٥١، البحر المحيط ٧/ ٥٥٥.
(٣) العلباء: عصب عنق البعير، المعجم الوسيط ٢/ ٦٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>