للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهما الباقون؛ فابن كثير بتسهيلهما مع القصر وافقه ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو بتسهيلهما مع المدّ، وافقه اليزيدي، وقرأ عاصم وحمزة، وكذا خلف بتحقيقهما مع القصر، وافقهم الحسن والأعمش (١).

وقرأ «تذكرون» (٢) بتخفيف الذّال حفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وسبق بآخر «الأنعام» (٣).

وعن ابن محيصن «وربّ العرش العظيم» (٤) برفع الميم على أنّه نعت للرب، والجمهور على الجر نعتا ل ﴿الْعَرْشِ﴾.

واختلف في ﴿سَيَقُولُونَ لِلّهِ﴾ (٥) الأخيرين فأبو عمرو، وكذا يعقوب بإثبات ألف الوصل قبل اللاّم ورفع هاء الجلالتين، جوابا على اللفظ لأنّ المسؤول به مرفوع المحل وهو ﴿مَنْ﴾ فجاء جوابه مرفوعا مطلقا مطابقا له لفظا، ورفعه مبتدأ لخبر محذوف تقديره: الله ربها، وافقهما اليزيدي، وقرأ الباقون «لله» بغير ألف وجر الهاء في الموضعين، وهو جواب على المعنى؛ لأنّه لا فرق بين قوله ﴿مَنْ رَبُّ السَّماواتِ﴾ وبين قوله «لمن السماوات»، ولا بين قوله ﴿مَنْ بِيَدِهِ﴾، ولا «لمن له الاحسان»، وهذا كقوله: من ربّ هذه الدار؟، فيقال: زيد، وإن شئت قلت: لزيد، لأنّ السؤال لا فرق فيه بين أن يقال: لمن هذه الدار، ومن ربها؟، وقد خرج بقيد الأخيرين الأوّل المتفق على أنّه «لله» بغير ألف موافقة للرسم، وجاء الجواب باللام كما في السؤال، ولو حذفت من الجواب لجاز لأنّه لا فرق بين ﴿لِمَنِ الْأَرْضُ﴾، و «من رب الأرض» إلاّ أنّه لم يقرأ به أحد.


(١) الهمزتين من كلمة ٢/ ١٧٦.
(٢) المؤمنون: ٨٥، النشر ٢/ ٣٣٠.
(٣) سورة الأنعام: ١٥٢، ٤/ ٢٥٢.
(٤) المؤمنون: ٨٦، مفردة ابن محيصن: ٢٨٩.
(٥) المؤمنون: ٨٥، ٨٧، ٨٩، النشر ٢/ ٣٣٠، المبهج ٢/ ٧١٨، مفردة الحسن: ٤٠١، مفردة ابن محيصن: ٢٨٩، الدر المصون ٨/ ٣٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>