للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ «ويتقه» (١) بكسر الهاء من غير إشباع قالون وحفص، وكذا يعقوب، وقرأ أبو عمرو وأبو بكر، وهشام من طريق الدّاجوني بإسكانها، ووافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، واختلف في الإسكان عن هشام من طريق الحلواني، وعن خلاّد، وكذا عن ابن وردان، واختلف في الاختلاس أيضا عن هشام وابن ذكوان، وكذا عن ابن جمّاز، وحاصل ما تقرر في المسألة أنّ لقالون وحفص، وكذا يعقوب كسر الهاء من غير إشباع ولأبي عمرو وأبي بكر الإسكان فقط، ووافقهما اليزيدي والحسن والأعمش، ولهشام السّكون والإشباع والاختلاس، ولابن ذكوان، وكذا ابن جمّاز الإشباع والاختلاس، ولخلاد، وكذا ابن وردان الإسكان والاشباع، وللباقين وهم ورش وابن كثير وخلف والكسائي، وكذا خلف في اختياره، ووافقهم ابن محيصن الإشباع من غير خلف، وقرأ [حفص] (٢) بسكون القاف مع اختلاس الهاء السّابق تقريره فسكون القاف على لغة من قال (٣):

ومن يتّق فإنّ اللاّه معه … ورزق الله بادي وغادي

فسكن القاف تخفيفا لكتف إجراء للمنفصل مجرى المتصل، وقيل: جعل الياء نسيّا وسلط الجازم على الياء وكسر الهاء على صله وكان حقها الضّم على قراءته كمنه لأنّه لمّا كان سكون القاف عارضا أجراها على أصلها لاعتباره بالياء المحذوفة


(١) النور: ٥٢، النشر ٢/ ٣٣٣، المبهج ٢/ ٧٢٥، مفردة ابن محيصن: ٢٩١، مصطلح الإشارات: ٣٨٦، إيضاح الرموز: ٥٥٧.
(٢) ما بين المعقوفين في الأصل [ورش].
(٣) البيت من بحر الوافر، ولم يستدل على قائله، وفي نصه «مؤتاب وغاد»، ومن اللغة: المؤتاب: اسم فاعل من ائتاب: إذا رجع، والغادى اسم فاعل من غدا يغدو، إذا جاء في الغداة، والشاهد في البيت قوله: «ومن يتق» حيث حذف الياء من «يتق» وسكن ما قبلها لغة، أو اسخفافا، أو إجراء للوصل على حد الوقف، انظر البيت في الخصائص ١/ ٣٠٦، ٢/ ٣١٧، ٣٣٩، والمحتسب ٣٦١/ ١، ٢/ ٣٧٣، والحجة لأبن خالويه: ٢٦٣، والصاحبي: ٢٨، وشرح كتاب سيبويه ٢/ ١٧٥، وشرح شواهد الشافية: ٢٢٨، واللسان ١/ ٢١٨، المعجم المفصل ٢/ ٣٣٦، شرح الشواهد ١/ ٣٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>