ووافقهما الأعمش، لكنّه اختلف عن خلاّد، وبالفتح قرأ له الدّاني على أبي الفتح، وهو الذي في (العنوان)، وفي (الشّاطبيّة) إطلاق الوجهين لحمزة بكمالة ك (التيسر)، وقرأ الباقون بالفتح، وقرأ «أناء اتيك» بمد ألف «أنا» نافع، وكذا أبو جعفر.
[وأصل ﴿آتِيكَ﴾ بهمزة مفتوحة وأخرى ساكنة مضارع «أتى» ووزنه «أفعلك» بفتح فسكون فكسر فضم وفاعله مضمر فيه يعود على المتكلم، ومفعولاه الكاف والجار والمجرور بعدها، وسكنت الهمزة الثانية لدخول حرف المضارعة لتمال الألف المدلة نحو الياء لتناسب الصوت فيهما وفي الكسرة والياء تخفيفا وتحسينا للفظ.
لكن استشكلت إمالة الألف من جهة كونها منقلبة عن همزة، والمنقلب عن الشيء بمنزلة ما انقلب عنه، فكما لا تسوغ إمالة الهمزة لا تسوغ ما انقلبت عنه؟، وأجيب: بأن القلب الذي لزمته قد صيرها حرف مد ولين خالصا كما صير الياء والواو المحركتين الواقعتين عينا ولاما في الأفعال نحو «رمى» و «سعى» و «سجى» و «جا» و «شا» و «خاب» حرف مد ولين صحيحا، فكما تمال هذه الألف المنقلبه عن الياء والواو مع امتناع ما انقلبت عنه من الإمالة كذلك تمال تلك الألف المنقلبة عن الهمزة مع امتناع الهمزة من الإمالة، وأيضا فإن العرب أجرت الألف المنقلبة عن الهمزة مجرى الألف المنقلبة عن الياء والواو في أن أوقعت كل واحدة منها ردفا في الشعر الذي هو مبني على التعادل والتساوي بنحو:«صاب» و «ذاب» و «راب» وذلك من حيث الاشتراك في خلوص السكون ومد الصوت، فكما أجرى المنقلبة عن الهمزة مجرى المنقلبة عن الياء واوا في ذلك كذلك أجريت مجراها في الإمالة، ويقوية أن من العرب من يدغم الواو الساكنة المنقلبة عن الهمزة في الياء فتقول «الثريا» و «ثريه» كما يدغم التي ليست بمنقلبة عنها في نحو «ظني» وشبهه، وأوجه مما ذكر خلف بن هشام البزار أن حمزة لم يمل ألف «أناء اتيك» من حيث أنه فعل مضارع على مثال «أفعيل» بل من حيث أنه اسم على مثال بل من حيث أنه اسم على مثال «فاعل»