للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا همز الواو ففيها أوجه:

أحدها: أنّ الواو السّاكنة المضموم ما قبلها يقلبها بعض العرب همزة، قال أبو حيّان وغيره: "وهي لغة مشهورة" (١)، وعليه قوله (٢):

أحبّ المؤقدين إليّ مؤسى …

وكان أبو حيّة النميرى (٣) يهمز كلّ واو في القرآن هذا وصفها.

الثّاني: أنّ ساقا على «فعل» ك «أسد» فجمع على «فعل» بضمّ العين ك «أسد»، والواو المضمومة تقلب همزة نحو «وقتت» ثمّ بعد الهمز سكنت.

الثّالث: أنّ المفرد سمع همزة فجاء جمعه عليه.

وروى عن قنبل وجه آخر وهو زيادة واو مضمومة بعد الهمزة في «السوق» و ﴿سُوقِهِ﴾ في حرفي «ص» والفتح لأنّ «ساقا» /يجمع على «سوّوق» بواو على «فعول» ك «طلل» و «طلول» فهمزت الأولى لانضمامها، واستغربت هذه عن قنبل، وقيل: إنّها ممّا انفرد به الشّاطبي وليس كذلك فقد نصّ الهذلي كما في (النّشر) أنّها طريق بكار عن ابن مجاهد وأبي أحمد السامري عن ابن شنبوذ، قال: وقد أجمع الرواة عن بكار عن ابن مجاهد على ذلك في ﴿بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ﴾ انتهى، وهي من زيادات (الحرز) على (التّيسير) ولم يذكرها فيه وفاقا لابن مجاهد وأبي عمرو عن ابن كثير قال الجعبري (٤): وحاصلة أنّ لابن مجاهد عن قنبل وجهان: الشّنبوذي عنه


(١) البحر المحيط ٧/ ٧٩.
(٢) البيت من الوافر، وهو لجرير بن عطية، وعجزه:
وجعدة لو أضاءها اوقود
والشاهد في همز الواو في قوله: المؤقدين، ومؤسى، لمجاورتها الضمة التي قبلها، انظر: ديوان جرير: ١١٦، والخصائص ٢/ ١٧٥، شرح شواهد المغني ٢/ ٩٦٢.
(٣) الهيثم بن الربيع، شاعر مخضرم، مات سنة بضع وثمانين ومائة، الشعر والشعراء ٢/ ٧٧٤.
(٤) كنز المعاني ٤/ ٢٠٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>