للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلّ منهما الفتح والكسر حكاه أبو عبيد (١).

الثّاني: سلّمنا أنّه يقال: «قررت بالمكان» بالكسر «أقر به» بالفتح، وأنّ الأمر منه «أقررن» إلاّ أنّه لا مسوّغ للحذف؛ لأنّ الفتحة خفيفة (٢).

وقرأ الباقون بالكسر أمر من «قرّ» بالمكان بالفتح في الماضي، والكسر في المضارع، وهي اللغة الفصيحة، ويجيء فيها التوجيهات الثّلاثة المذكورة: إمّا حذف الرّاء الثّانية أو الأولى، أو إبدالها ياء وحذفها كما قال الفارسي (٣)، ولا اعتراض على هذه القراءة لمجيئها على مشهور اللغة فيندفع اعتراض أبي حاتم، ولأنّ الكسر ثقيل فيندفع الاعتراض الثّاني.

وقد يلغز بها فيقال: أين أتى راء يفخمها ورش من غير خلاف، وبعض القرّاء يرققها بلا خلاف؟ لأنّه ومن وافقه كما مرّ بفتح القاف، ويلزم منه تفخيم الرّاء كما يلزم من كسرها التّرقيق، فافهم.

وأمال ﴿أَذاهُمْ﴾ (٤) حمزة والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح والتقليل، وبه قرأ نافع من (العنوان)، والباقون بالفتح.

وقرأ «ولا تبرجن» (٥) و «أن تبدل» بتشديد التّاء فيهما البزّي وافقه ابن محيصن من «المفردة» بخلاف عنهما.

وعن الحسن «الظلمات» (٦) بسكون اللاّم كما في «البقرة» (٧).


(١) الدر المصون ٩/ ١٢١، الحجة في القراءات ٥/ ٤٧٥.
(٢) الدر المصون ٩/ ١٢١.
(٣) الدر المصون ٩/ ١٢٢، الحجة ٥/ ٤٧٥.
(٤) الأحزاب: ٤٨.
(٥) الأحزاب: ٣٣، ٥٢، النشر ٢/ ٣٤٩، مصطلح الإشارات: ٤٢٧، إيضاح الرموز: ٥٩٨.
(٦) الأحزاب: ٤٣.
(٧) سورة البقرة: ١٧، ٢/ ٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>