للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ «يا أيها النبى إنا أرسلناك» و «النبى إنا أحللنا لك» (١) بهمزتين أولاهما محقّقة والثّانية مسهلة بين الهمزة والياء نافع وحده، وبإبدالهما واوا مكسورة، وبتسهيلها كالواو فيهما حكاه صاحب (الكافي) وغيره لكنه ضعيف من جهة كونه لا يصح رواية ولا لفظا كما نبهت عليه في بابه (٢)، وقرأ الباقون بترك الهمزة الأولى وتشديد الياء.

واختلف في ﴿أَنْ يَكُونَ لَهُمُ﴾ (٣) فهشام وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف بالياء من تحت على التذكير لأنّ ﴿الْخِيَرَةُ﴾ مجازي التّأنيث، وللفصل أيضا، ووافقهم الأعمش والحسن، وقرأ الباقون بالتاء من فوق على التّأنيث مراعاة للفظها، ومعنى الآية:" أنّه يجب على المؤمنين أن يجعلوا اختيارهم تبعا لاختيار الله ورسوله "، ولمّا كان قوله ﴿لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ﴾ في سياق النّفي جاء الضّمير مجموعا على المعنى في قوله ﴿لَهُمُ﴾ مغلبا فيه المذكر على المؤنث، وقول الزّمخشري:

"كان من حق الضّمير أن يوحّد كما تقول: "ما جاءني من رجل ولا امرأة، إلاّ كان من شأنه كذا"، تعقبه أبو حيّان في (البحر) فقال: "ليس كما ذكر لأنّ هذا عطف بالواو فلا يجوز إفراد/الضّمير إلاّ على تأويل الحذف، أي: ما جاءني من رجل إلاّ كان من شأنه كذا، وتقول: ما جاء زيد ولا عمرو إلاّ ضربا خالدا، ولا يجوز: إلاّ ضرب، إلاّ على الحذف كما قلنا" انتهى.

وأمال ﴿تَخْشاهُ﴾ (٤) حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ ورش من طريق الأزرق بالفتح وبالتّقليل، وبه قرأ نافع من (العنوان)، والباقون بالفتح.


(١) الأحزاب: ٤٥، ٥٠.
(٢) باب الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٨٧.
(٣) الأحزاب: ٣٦، النشر ٢/ ٣٤٩، المبهج ٢/ ٧٦٦، مصطلح الإشارات: ٤٢٨، إيضاح الرموز: ٥٩٨، تفسير البيضاوي ٤/ ٣٧٥، البحر المحيط ٨/ ٤٨١، الكشاف ٣/ ٥٤٠، الدر المصون ٩/ ١٢٤.
(٤) الأحزاب: ٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>