للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والزمخشري (١) وابن عطية (٢) وأبو البقاء (٣)، قال الزجاج: "كلّ واو مضمومة ضمة لازمة فأنت فيها بالخيار إن شئت همزتها وإن شئت تركت همزتها، تقول:" ثلاث أدؤر "بالهمز، و" أدور "بغير همز"، قال: "والمعنى: من أين لهم تناول ما طلبوه من التوبة بعد فوات وقتها؟، لأنّها إنّما تقبل في الدنيا فصارت على بعد من الآخرة، وذلك قوله تعالى ﴿مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ﴾ "، وقال الزّمخشري: "همزت الواو المضمومة كما همزت في «أدؤر» "، وقال ابن عطية: "وأمّا «التناؤش» بالهمز فيحتمل أن يكون من «التناوش» وهمزة الواو لمّا كانت مضمومة ضمة لازمة كما قالوا: «اقتتت» "، انتهى، قال أبو حيّان: "وما ذكروه من أنّ الواو إذا كانت مضمومة ضمة لازمة يجوز أن تبدل همزة ليس على إطلاقه؛ بل لا يجوز ذلك في المتوسطة إذا كانت مدغما فيها نحو:

«تعوذ تعوذا» مصدرين، ولا إذا صحت في الفعل نحو: «تعاون تعاونا»، ولم يسمع همز شيء من ذلك فلا يجوز، و «التناوش» مثل «التعاون» فلا يجوز همزة لأنّ واوه قد صحّت في الفعل، وفرق بعضهم بين المهموز وغيره فجعله بالهمز بمعنى التأخير، قال الزجاج: من نأشت، أي: تأخرت وأنشد (٤):

قعدت زمانا عن طلابك للعلا … وجئت نئيشا بعد ما فاتك الخبر

وقرأ «وحيل» (٥) بإشمام الحاء ابن عامر والكسائي، وكذا رويس، وافقهم الحسن والشّنبوذي وهو لغة كثير من قيس وعقيل ومن جاورهم، وعامة بني أسد، وسبق ب «البقرة» (٦) تقريره.


(١) الكشاف ٣/ ٥٩٣.
(٢) المحرر ٤/ ٤٩١.
(٣) الإملاء ٢/ ١٩٩.
(٤) البيت من الطويل، لا يعرف قائله، والشاهد فيه استعمال (نئيشا) بمعنى بطيئا، الدر المصون ١٢/ ١١٢، معاني القرآن ٢/ ٣٦٥.
(٥) سبأ: ٥٤، النشر ٢/ ٣٥٢.
(٦) سورة البقرة: ١١، ٣/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>