للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنهما إماله صغرى، وأمالها كبرى حمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بالفتح.

واختلف في ﴿وَمَكْرَ السَّيِّئِ﴾ (١) فحمزة بسكون الهمزة وصلا وافقه الأعمش، وقد تجرأ قوم على هذه القراءة، وزعم الزجاج أنّها لحن (٢)، قال أبو جعفر (٣): وإنّما صار لحنا لأنّه حذف الإعراب منه، وزعم محمد بن يزيد/أنّ هذا لا يجوز في كلام ولا شعر لأنّ حركات الإعراب دخلت للفرق بين المعاني، وقد أعظم بعض النّحويين أن يكون الأعمش يقرأ بها وقال: إنّما كان يقف عليه فغلط من أدى عنه، والدليل على هذا أنّه تمام الكلام وأنّ الثّاني لما لم يكن تمام الكلام أعربه والحركة في الثّاني أثقل منها في الأوّل لأنّها ضمة بين كسرتين، وقال الزجاج أيضا:" قراءة حمزة «ومكر السيى» موقوفا عند الحذاق بالنّحو لحن لا يجوز وإنّما يجوز في الشعر للاضطرار "، وأجيب: بأنّه أجرى الوصل مجرى الوقف، أو أجرى المنفصل مجرى المتصل، وحسنه كون الكسرة على حرف ثقيل بعد ياء مشددة مكسورة، قال: وقد أكثر أبو علي في (الحجة) (٤) من الاستشهاد والاحتجاج للإسكان من أجل توالي الحركات والاضطرار والوصل بنية الوقف، قال: فإذا ساغ ما ذكرناه في هذه القراءة من التأويل لم يسغ أن يقال لحن، وقال ابن القشيري:" ما ثبت بالاستفاضة أو التّواتر أنّه قرئ به فلا بد من جوازه ولا يجوز أن يقال لحن، إشارة للحركة بخلاف حمزة فإنّها ساكنة عنده فلا روم، وقرأ الباقون بالهمزة المكسورة، ووقف هشام من طريق الحلواني، وحمزة عليها بإبدالها ياء خالصة لسكونها وانكسار ما قبلها وافقهما الأعمش بخلف عنه، وزاد هشام الرّوم بين بين، وقد رويت هذه القراءة عن عبد الوارث عن أبي


(١) فاطر: ٤٣، النشر ٢/ ٣٥٣، المبهج ٢/ ٧٧٤، مصطلح الإشارات: ٤٣٨، إيضاح الرموز: ٦٠٩، البحر المحيط ٩/ ٤٢.
(٢) معاني القرآن ٤/ ٢٧٥.
(٣) إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس ٣/ ٣٧٧.
(٤) الحجة ٦/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>